تقف هذه الفقرة مع تفسير قوله تعالى في سورة التوبة: {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ ۙ وَأَنَّ اللهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ}، والحقّ أنّ المفسّرين في هذه الآية اختلفوا اختلافًا كبيرًا نقله غير واحد من أئمّة التأويل ومنهم الإمام ابن كثير الذي ذكر كلّ أوجه الاختلاف، فقال إنّ قومًا من المفسّرين قالوا إنّ الخطاب موجّه في هذه الآية لذوي العهود المطلقة غير المؤقتة، أو لمن كان له عهد مع المسلمين أقلّ من أربعة أشهر، ففي هذه الحال يكمل عهده ويزيد عليه إلى أن يصير له أربعة أشهر، وأمّا من كان له عهد مؤقّت فأجله يكون بانقضاء الأجل المعهود المتفق عليه؛ لقوله تعالى في آية بعد هذه الآية: {إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَىٰ مُدَّتِهِمْ ۚ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ