تشهد فنون الأدب السعودي اليوم ازدهارًا كميًا واسعًا، فقد اتسعت دوائر النشر وأوعيته  ،  وفي المملكة الآن عدد كبير من المجلات والملفات الدورية المختصة بالأدب، أغلبها مما تصدره الأندية الأدبية، ومن أبرزها: (علامات) و (عبقر الشعر)  يصدرهما نادي جدة، و (قوافل)  و (حقول) يصدرهما نادي الرياض، و (دارين) يصدرها نادي المنطقة الشرقية  ، و (بيادر) يصدرها نادي أبها، وهي جميعها - على ما يشوبها من عثرات - تُعَدّ دافعًا لمزيد من الإنتاج الفني.كما شهدت السنوات الأخيرة بروز بيئات أدبية جديدة، لم تكن تشهد نشاطًا أدبيًا ذا بال من قبل، ففي تبوك - على سبيل المثال في الشمال الغربي من المملكة - نشطت حركة أدبية في الشعر والقصة والمقالة  ،  وفي الجوف - شمال المملكة - شهد المجتمع الثقافي ولادة نادٍ أدبي رعى الأدباء وشرع ينشر شيئًا من نتاجهم.ولقد كان للمرأة نصيب وافر من المشاركة الأدبية في مجالات الشعر والسرد، فحتى نهاية عام 1414هـ / 1994م تُظهر بعض الإحصاءات أن النتاج الشعري للنساء يزيد على النصف من إنتاجهن القصصي والروائي تقريبًا  . وقد شجع نشاطُ النساء الإبداعي بعضَ المؤسسات الثقافية على العناية بنتاجهن، وتخصيص جزء من جهودها في إظهار ذلك الإبداع، ودرسه ونقده  ،  وخصّ بعض النقاد أدبهنّ بعدد من الدراسات  . وأخيرًا، فقد مرّ الأدب العربي في المملكة بثلاث مراحل: الريادة، والتأسيس، والانطلاق، وأهم تجليات الانطلاق تتمثل في الميل إلى السرديات، والتحولات الفنية في كتابة الشعر  . 

وعند التأمل في مصادر الفكر الأدبي في المملكة نجدها دائرة في الغالب حول الإسلام والطبيعة والوطن  ،  وقد امتاح الأدب في المملكة من بحر التراث العربي الزاخر، واطَّلع الأدباء على ما أنتجه الأدباء العرب الآخرون، وسعوا إلى الاطِّلاع على تيارات الأدب العالمي، فكان عند أكثرهم مزاوجة بين انتماء عربي أصيل، وتطلع إلى تجارب من بيئات أخرى مختلفة  . 

ولعل من أبرز سمات الأدب السعودي تطورَه السريع، فهو يشهد نقلات كبيرة في جمالياته - سواء في الشعر أو السرد - مع بقائه محافظًا على عربيته، معتزًا بلغته، شديد الانتماء إلى تراثه  .