إنَّ المعنى الإجمالي لقول الله تعالى: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا}، أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- ينكر على صحابة رسوله -صلى الله عليه وسلم- في انقساهم إلى فئتين واختلافهم في شأن المنافقين فيقول لهم: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ}، أي ما لكم في شأن وأمر المنافقين حتى يدعوكم ذلك إلى الانقسام إلى فئتين، {وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا}، والله -عزَّ وجلَّ- قلب حالهم رأسًا على عقب حيث أنَّهم رُدوا إلى الكفر والضلال بسبب كسبهم، ثمَّ تأتي الآية باستفهامٍ للتقريع والتوبيخ موجهٌ للمسلمين وذلك في قوله تعالى: {أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ}