ورحل البشوش

الكاتب: المدير -
ورحل البشوش
"ورحل البشوش

 

كم هو جميل أن يتعرف المرء على بعض الناس الطيبين الأفاضل، الذين يألفون ويؤلفون، الذين لا تمل صحبتهم ولا تقوى على فراقهم، فمثل هؤلاء تحلو بهم الحياة، وتكثر بهم الحسنات، ويتقرب بسببهم الجميع إلى رب السماوات.

 

فكيف إذا كان هذا الطيب قريبا لك ومن ذوي رحمك، فإن العلاقة أقوى والمحبة أعظم، فأنت تأنس به وتفرح برؤيته، وتنشرح لحديثة، وتتقرب إلى الله بصلته، فصلة الأرحام عبادة جليلة، وهي سبب لطول العمر وزيادة الرزق.

 

فكيف إذا كان القريب هو أخيك، بل هو الأقدم سنّا بين إخوته والأكثر تجربة في الحياة، وكان صاحب صفات حسنة طيبة تغبطه عليها، وتود مسابقته فيها، فلا شك أنك لا تود فراقه أو البعد عنه، فأنت تسعد في كل زيارة، وتكسب في كل مرة، وتخرج من عنده بفائدة جديدة وعلى أمل العودة.

 

ابتلي ببعض الأمراض في آخر عمره وبقي رهين البيت، لكنه صبور بشوش، لا تفارقه الابتسامة، والأمل يحدوه، بل كان ظريفًا وصاحب طرفة، تزوره في مرضه لمواساته، فتجده هو المؤنس لك والمفرح لشخصك، يهش ويبش ويضحك ويطربك بحديثه وكلماته، فتظن أنك أنت المريض الذي يحتاج مواساة، هكذا كان أبو عبدالله رحمه الله.

 

تألمنا لفراقه وفقدنا كلماته بعد إصابته بكورونا إضافة إلى داء المعدة وأمراضه الأخرى، لعلها تكون كفارة له، وزيادة في درجاته وحسناته، وحسن خاتمة له، فقد مات مبطونًا، مصابًا بهذا الداء الذي انتشر بين الناس، ورحل بسببه الكثير منهم، حيث توفي يوم الاثنين 14 /6 /2021م.

 

عزاءنا أنه رحل وبقيت بصماته، فالكل يثني عليه خيرًا ويدعو له، ويذكرون بشاشته وابتسامته وحسن حديثه، وعلاقته الطيبة بالجميع، فصبرًا أبناءه عبدالله وخالد وعادل، وبناته نجية وخديجة وعائشة، صبرًا أخوتي الأعزاء جميعًا، والأحفاد الكرام، وغفر الله له وللوالد قبله وجميع موتانا، سائلين الله أن يجمعنا بهم جميعًا في جنات النعيم.

 

وهنا لا بد أن نذكر أنفسنا ببعض الرسائل المختصرة:

1- رسالة لأولاده وأحفاده وإخوانه وكل أقاربه: عليكم بتقوى الله والصبر وكثرة التقرب إلى الله، والحرص على العبادة وخاصة الصلاة في وقتها.

 

2- الدعاء له وخاصة بين الأذان والإقامة وقبل الفجر ويوم الجمعة وغيرها من الأوقات.

 

3- التصدق عنه ولو بالقليل، والاشتراك في عمل بعض المشاريع الخيرية النافعة.

 

4- التواصل مع الآباء والأمهات الأحياء قبل موتهم، وتقبيل رؤوسهم وخدمتهم وخاصة الكبار منهم، والحذر كل الحذر من القطيعة أو رفع الصوت عليهم.

 

5- التواصل بين الأخوة، وعدم القطيعة، وخاصة مع وجود وسائل التواصل المتعددة التي سهلت كثيرا، وعدم تقديم الأصدقاء عليهم.

 

وفي الأخير نقول: اللهم اغفر لأخينا سالم المسالم الحبيب، وجازه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا، اللهم أبدله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله، اللهم ارفع منزلته، ووسع عليه في قبره، ويمّن كتابه ويسر حسابه.


"
شارك المقالة:
27 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook