يُعتبر وسواس النظافة من المشاكل النفسيّة التي يترتب عليها مجموعة من الأفكار والمخاوف الداخلية التي تُبادر إلى عقل المرء بشكلٍ لا إرداي رغماً عنه، أي بالإكراه، فتقوده لسلوكيات مُضطربة تدفعه لتكرار بعض تصرّفاته المُتعلّقة بالنظافة والترتيب، والحد من التلوّث، أو الخوف من الميكروبات والجراثيم، بحيث تتداخل الوساوس والأفكار الداخليّة مع أنشطته اليوميّة فلا يتمكن بدوره من السيطرة على هواجسه وإيقاف قلقه المُفرط، وينتهي به الأمر للانصياع لهذه المخاوف في سبيل الحدّ من الضغط النفسي والشعور المُلّح الذي يحكمه، فيلجأ للتنظيف المُكرر وغسل اليدين واتباع وسائل النظافة بطرقٍ مُبالغ بها، حتى أنها قد تُسبب بعض الأذى له، كتقرح يديه من كثرة غسلها وتعقيمها، والشعور بالخجل من الآخرين بسبب ردود أفعاله المُفرطة التي يظل في النهاية عالقاً وأسيراً لوساوسها، وتعود إليه بسرعةٍ مع أنه استجاب لها وقام بالتنظيف والاعتناء بنفسه أو بالمكان من حوله لكن دون أي جدوى، وبالتالي في بعض الحالات تتفاقم المُشكلة وتحتاج لعلاجها والسيطرة عليها بمُختلف الطرق التي ستُذكر في المقال التالي.
هُنالك العديد من الطرق التي يُوصى باتباعها للتخلص من وسواس النظافة، ومنها:
يبدأ علاج وسواس النظافة باجتهاد المرء ومحاوته إدارة الهواجس التي تنتابه من الداخل، بصورةٍ شخصيّة حكيمة، وبإرادة وعزيمة صُلبة، وذلك باتباع الطرق الآتية:
قد لا يُجدى العلاج الشخصيّ في بعض حالات وسواس النظافة القهريّ نفعاً، فتتأزم الأمور ويصعب إصلاحها والتعايش معها بشكلٍ مُريح وطبيعي، وبالتالي لا بد من استشارة الطبيب والحصول على العلاج المُناسب والذي يضم الطرق الآتية:
يلعب أفراد الأسرة والأصدقاء والأشخاص المُحيطون بالشخص المُصاب دوراً هاماً في مُساعدته على تجاوز الحالة والشفاء منها، فعلى سبيل المثال قد ينظرون له على أنه شخص نظيف وأنيق ولطيف، وما إلى ذلك، لكن تكراره للسلوكات والانصياع لهواجس النظافة المُبالغ بها ستُشعرهم بالحزن عليه؛ لأنه يستنزف طاقته في التكرار دون جدوى، وبالتالي يُمكنهم دعمه ومُساعدته، وذلك بتأخير استجابته للوساوس الخاصة ببه، مثلاً إشغاله بلعبة أو طلب الجلوس والتحدّث معه عندما يحاول الذهاب لغسل يديه كل مرّة، وذلك قريب لعلاج التعرّض السلوكي الذي ذُكر من قبل، والذي يُشعر المريض بأنه ليس بحاجة بالفعل للاستجابة لأفكاره ويُمكنه التخلّص منها مع التأخير أكثر كل مرّة.
هُنالك بعض العلامات الواضحة التي تُشير لإصابة المرء بوسواس النظافة وحاجته لعلاجه، ومنها الآتية: