ما هو معنى آية: وصرّفنا فيه من الوعيد، بالشرح التفصيلي؟ تقف هذه الفقرة فيما يأتي مع بيان تفسير قوله تعالى في سورة طه: {وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا}، فيقول أهل التفسير في هذه الآية إنّ الله -سبحانه وتعالى- قد عطف بها على آية سابقة يقول فيها: {كَذَٰلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ ۚ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْرًا* مَّنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا * خَالِدِينَ فِيهِ ۖ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا}، أي إنّ القرآن الكريم قد أُنزل فيه من الأخلاق والقَصص والحكمة والمواعظ ولا فرق بين ما نزل منه متقدّمًا وما نزل منه متأخّرًا، وقد بدأ تعالى بالتنويه بقصصه ثمّ أتبعه بالتنويه به كليًّا، وقال بعض المفسّرين إنّ المقصود بالقرآن هنا المقروء أو المتلوّ، وقد صار لفظ القرآن يدلّ على الوحي المُنزل على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- المُتعبّد بتلاوته المُعجز ولو بآية منه، وقيل إنّه قد سُمّي قرآنًا لأنّه نُظِمَ بأسلوب سهل التلاوة؛ وذلك لتناسب حروفه وفصاحة وعلوّ تأليفه، وجاءت كلمة قرآن نكرةً لتفيد الكمال، وكأنّه يقول إنّه أكمل ما يُقرأ.