"أربعون كلمة دعوية (بطريقة مختصرة عصرية) الكلمة السادسة والعشرون وقفات قصيرة
الوقفة الأولى: التفِت يمينا فأنت في نعمة، وانظر شمالاً فأنت في نعمة أنت تتقلب في نعم لا تحصى ? وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ?للَّهِ لاَ تُحْصُوهَا ? [1] مجرد التفاتك وأنت في صحة فهذه نعمة عظمى.
رأى يونس بن عبيد (من التابعين) رجلاً يشحذ الناس فقال له يونس: أتبيع بصرك بمائة ألف درهم؟ قال: لا، قال يدك اليمنى أتبيعها بمئة ألف. قال لا، قال: ويدك اليسرى وأخذ يعدد عليه نعم الله ويذكّره بها، فقال له يونس: أتشكو الحاجة وأنت عندك مئات الألوف، فاستحيا الرجل وذهب.
والفضيل بن عياض، لما قرأ قول الله ? أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ ?[2] بكى فسئل عن بكائه، فقال: هل بتَ ليلة شاكرًا لله أن جعل لك عينين تبصر بهما، هل بتَُ ليلة شاكرًا لله أن جعل لك لسانًا تنطق به؟
وبعض الناس يُحمل إلى المستشفى وهو في حالة يرثى لها ما ينظر لأحد، فإذا وضع على السرير وأعطي مثلا المغذي وعوفي وفتّح عينيه وإذا به يعصي الله كيف؟ إن أول ما يقع نظره على الممرضة، ينظر إليها بتمعن، وليس نظر الفجاءة، فيقول لنفسه: والله ما أحلاها، وهذا جسمها ما أزينه. نسأل الله العافية.
الوقفة الثانية: راقب المولى سبحانه في حياتك كلها، واتق الله أينما كنت خاصة في عملك، فقبل أن تَخَفْ من رئيسك، فخف ممن يرى دبيب النملة السوداء على الصفاة الصماء في ظلمة الليل البهيم.
يروى أن عبدالله بن عمر مرّ على راعي غنم، فقال ابن عمر: بعني شاة، قال: لا أستطيع أنا مملوك، فقال ابن عمر: قل أكلها الذئب قال الراعي: فأين الله؟ فأخذ ابن عمر: يردد أين الله؟ أين الله؟ ويبكي، فأشترى الراعي وأعتقه، واشترى له الغنم.
الوقفة الثالثة: من آداب زيارة المريض:
1- أن لا يطيل في زيارة المريض خشية الإثقال عليه.
2- أن يكون الزائر طيب الرائحة نظيف الثوب لأنه يدخل السرور على المريض برائحته الطيبة وجمال منظره.
3- ألا يخبر المريض بما يسوؤه من خبر.
4- إدخال السرور عليه بهدية خفيفة، وألا تكون وردًا[3].
5- الدعاء للمريض.
6- أن يعطيه نظرة تفاؤل بأن يجعل المريض ينظر للدنيا نظرة انشراح وتفاؤل.
الوقفة الرابعة: المريض وقد اعتلت صحته وتغير طبعه ومزاجه، بحاجة إلى من يعامله بالرحمة والعطف والرعاية، والطبيب المعالج يحتسب هذه المعاملة عند الله، فهو في مجال دعوة خصب، لأن هذه المعاملة الطيبة ينعكس أثرها على المريض ومن بعده. فالراحمون يرحمهم الله ومن لا يرحم الناس لا يرحم.
الوقفة الأخيرة: أن نحرص جميعًا على استغلال الوقت على أية حال في الصحة والمرض. من قراءة القرآن والتسبيح والتحميد والذكر لأن هذا من الباقيات الصالحات. يقول سبحانه: والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخير أملاً[4].
[1] سورة إبراهيم، آية (34).
[2] سورة البلد، الآيتان (8-9).
[3] لأن هذه الطريقة مأخوذة من النصارى، ولا يجوز التشبه بهم في ذلك.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.