قبل الحديث عن معنى آية: وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها، بالشرح التفصيلي، سيُشار إلى هذه الآية الكريمة ببعض التفاصيل المتعلقة بها، حيثُ تقع الآية في سورة القصص، وهي الآية رقم 58 فيها، وردَت في الآيات التي تحدَّث فيها الله تعالى عن قضيَّة هداية الناس ونكران النعم من قبل العباد، وكيفَ أنَّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- لا يملك الهداية للناس وإنَّما ذلك بمشيئة الله تعالى فقط وما على الرسول إلا البلاغ، ثمَّ يشيرُ -تبارك وتعالى- إلى النعم التي أنعمها الله على عباده وهم ينكرونها رغم كثرتها ووفرتها، حيثُ قال الله تعالى في محكم التنزيل: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ* وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا ۚ أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِّزْقًا مِّن لَّدُنَّا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ* وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا ۖ فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا ۖ وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ* وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَىٰ حَتَّىٰ يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا ۚ وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَىٰ إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ