في بداية الحديث عن معنى آية: ولقد أضل منكم جبلًا كثيرًا، بالشرح التفصيلي، من الجدير بالذكر المرور على بعض التفاصيل المتعلّقة بالآية الكريمة، إذ تقع الآية في سورة يس والتي سبقَ الحديث عنها، وهي الآية رقم 62 منها، فبعد أن تحدَّث الله عن مصير المؤمنين من عباده والنعيم الذي أعدَّه لهم في جنات الخلد، ينتقل للحديث عن مصير المجرمين الذي كفروا بالله واتَّبعوا سبلَ الشيطان فأضلَّهم عن ذكر الله، رغمَ أنَّ الله قد حذَّر بني آدمَ جميعًا من خطر الوقوع في حبائل الشيطان ومكائده، وأمرهم بعبادة الله تعالى وحدَه واتباع صراطه المستقيم، حيثُ يقول الله تعالى: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ* وَأَنِ اعْبُدُونِي ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ* وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا ۖ أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ* هَٰذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ* اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ* الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ
بعد المرور على معنى آية: ولقد أضل منكم جبلًا كثيرًا، بالشرح التفصيلي، لا بدَّ من ذكر معاني مفردات الآية بشكل مفصَّل، من أجل الإحاطة بمختلف جوانب الآية والوصول في النهاية إلى المعنى الأقرب للصواب، والذي يمكن من خلاله فهم الحِكم التي ينطوي عليها كتاب الله تعالى، وفيما يأتي سيتمُّ إدراج معاني المفردات في آية: ولقد أضل منكم جبلًا كثيرًا: