{وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو}

الكاتب: المدير -
{وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو}
"(وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ)

 

سبحان ربنا الغنيُّ ذو الرحمة، الكبيرُ المتعال، ملكُ الملوكِ الذي لا تزيدهُ طاعة الطائعين، ولا تُنقِصُهُ معصية العاصين. يقولُ ربنا سبحانه في الحديث القدسي: يا عِبَادِي إنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ علَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فلا تَظَالَمُوا، يا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلَّا مَن هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ، يا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ، إلَّا مَن أَطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ، يا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ، إلَّا مَن كَسَوْتُهُ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ، يا عِبَادِي إنَّكُمْ تُخْطِئُونَ باللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ، يا عِبَادِي إنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي، فَتَنْفَعُونِي، يا عِبَادِي لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا علَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنكُمْ، ما زَادَ ذلكَ في مُلْكِي شيئًا، يا عِبَادِي لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا علَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، ما نَقَصَ ذلكَ مِن مُلْكِي شيئًا، يا عِبَادِي لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا في صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فأعْطَيْتُ كُلَّ إنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ، ما نَقَصَ ذلكَ ممَّا عِندِي إلَّا كما يَنْقُصُ المِخْيَطُ إذَا أُدْخِلَ البَحْرَ، يا عِبَادِي إنَّما هي أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إيَّاهَا، فمَن وَجَدَ خَيْرًا، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ وَمَن وَجَدَ غيرَ ذلكَ، فلا يَلُومَنَّ إلَّا نَفْسَهُ. وفي روايةٍ: إنِّي حَرَّمْتُ علَى نَفْسِي الظُّلْمَ وعلَى عِبَادِي، فلا تَظَالَمُوا[1].

 

وإنما المغبونُ؛ مفرِّطٌ في جنبِ الله تعالى، دون انتباهٍ إلى أن العُمرَ الذي يحياه؛ ليسَ إلا تلكم الساعات والدقائق. والليالي والأيَّامُ، رواحلُ تحملنا إلى الله مولانا تبارك وتعالى، كما قال تعالى: ? إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى ? [العلق: 8]، وقال سُبحانهُ: ? وَأَنَّ إِلَى? رَبِّكَ الْمُنتَهَى? ? [النجم: 42]، وقال: ? وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ? ثُمَّ تُوَفَّى? كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ? [البقرة: 281].

 

وإن هذا الكتاب العزيز المُحكَم، قد صُرَّفت آياتُهُ تصريفًا، وفُصِّلت تفصيلًا، لينتفع بها من قال الله فيه: ? إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ? [ق: 37]، ومن سبقت لهُ سابقة الحُسنى من الله الكريمِ سُبحانه؛ فوُفِّق لهداهُ وصراطهِ المستقيم..

 

ومن ذلكم التصريف - في الدعوة إلى الله تعالى والترغيبِ فيما عندهُ سبحانه-؛ التزهيدُ في هذه الحياة الدنيا الفانية، بوصفها بأنها (لعبٌ ولهو)..

 

فمما يستوقفُ المرءَ مليًا؛ تلك التدبرات التي استنبطها أهلُ العلم قديمًا وحديثًا - للهِ درهم-، على ضوء لغة القرآن العظيم، وما اشتملت عليه من عميق المعاني وعظيمِ الدلالات والتأملات.

 

ففي تفسيرِ هذه الآية الكريمة، قال السعدي - رحمهُ الله-:

(يخبر تعالى عن حالة الدنيا والآخرة، وفي ضمن ذلك، التزهيد في الدنيا والتشويق للأخرى، فقال: ? وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ? في الحقيقة ? إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ ?؛ تلهو بها القلوب، وتلعب بها الأبدان، بسبب ما جعل اللّه فيها من الزينة واللذات، والشهوات الخالبة للقلوب المُعرِضة، الباهجة للعيون الغافلة، المفرحة للنفوس المبطلة الباطلة، ثم تزول سريعًا، وتنقضي جميعًا، ولم يحصل منها محبها إلا على الندم والحسرة والخسران. وأما الدار الآخرة، فإنها دارُ (الحيوان)؛ أي: الحياة الكاملة، التي من لوازمها، أن تكون أبدان أهلها في غاية القوة، وقواهم في غاية الشدة، لأنها أبدان وقوى خلقت للحياة، وأن يكون موجودًا فيها كل ما تكمل به الحياة، وتتم به اللذات، من مفرحات القلوب، وشهوات الأبدان، من المآكل، والمشارب، والمناكح، وغير ذلك، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. ? لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ? لما آثروا الدنيا على الآخرة، ولو كانوا يعقلون لما رغبوا عن دار الحيوان، ورغبوا في دار اللهو واللعب، فدل ذلك على أن الذين يعلمون، لا بد أن يؤثروا الآخرة على الدنيا، لما يعلمونه من حالة الدارين)[2].




وورد تساؤل في موقع تدارس القرآن الكريم، نصُّه:

لم مثّل الله الدنيا باللعب واللهو معًا ولم يقتصر على أحدهما؟

وكان الجواب الآتي:

(اللعب هو عمل أو قول في خفة وسرعة وطَيْش، ليست له غاية مفيدة، بل غايته إراحة البال وتقصير الوقت واستجلاب العقول في حالة ضعفها؛ كعقل الصغير وأكثره أعمال صبيان. ولذلك فهو مشتق من اللّعَاب[3] وهو ريق الصبي السائل. وأما اللهو فهو ما يشتغل به الإنسان، مما ترتاح إليه نفسهُ ولا يتعب بالاشتغال به عقله فلا يُطلق إلا على ما فيه استمتاع ولذة وشهوة)[4].

 

هذا وقد تعددت التشبيهات للحياة الدنيا، في كتاب الله تعالى والسُّنَّة المُطهَّرة، بما يدلُ على قِصَرِها وهوانها على الله، ويُزهِّد المبصر اللبيب فيها؛ فتارةً هي لعبٌ ولهو، وتارةً هي متاعٌ قليل، وتارةً هي أهونُ عند الله من جناحِ بعوضة، وأهونُ من جيفةِ جَديٍّ أسَكٍّ تارةً أخرى.. ثم ليست نسبتها أمام الدار الآخرة إلا كنسبةِ ما يعلقُ من الندى بأصبعٍ أُدخِلَتِ اليمَّ الخِضَم، قال صلى الله عليـه وسلم: « واللَّهِ ما الدُّنْيا في الآخِرَةِ إلَّا مِثْلُ ما يَجْعَلُ أحَدُكُمْ إصْبَعَهُ هذِه، وأَشارَ يَحْيَى بالسَّبَّابَةِ، في اليَمِّ، فَلْيَنْظُرْ بمَ تَرْجِعُ؟ »[5].

 

يقولُ تعالى: ? إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ? [يونس: 24].

 

قال السعدي: (وهذا المثل من أحسن الأمثلة، وهو مطابق لحالة الدنيا، فإن لذاتها وشهواتها وجاهها ونحو ذلك يزهو لصاحبه إن زها وقتًا قصيرًا، فإذا استكمل وتم اضمحل، وزال عن صاحبه، أو زال صاحبه عنه، فأصبح صفر اليدين منها، ممتلئ القلب من همها وحزنها وحسرتها)[6].

 

ويقولُ تعالى: ? اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ ? [الرعد: 26].

 

قال الطبري: ( قولهُ تعالى ذكره: الله يوسع على من يشاء من خلقه في رزقه، فيبسط له منه، لأن منهم من لا يصلحه إلا ذلك. ? وَيَقْدِرُ ? يقول: ويقتر على من يشاء منهم في رزقه وعيشه، فيضيقه عليه، لأنه لا يصلحه إلا الإقتار. ? وَفَرِحُوا بالحَياةِ الدّنيْا ?؛ يقول تعالى ذكره: وفرح هؤلاء الذين بسط لهم في الدنيا من الرزق على كفرهم بالله ومعصيتهم إياه بما بسط لهم فيها، وجهلوا ما عند الله لأهل طاعته والإيمان به في الاَخرة من الكرامة والنعيم. ثم أخبر جلّ ثناؤه عن قدر ذلك في الدنيا، فيما لأهل الإيمان به عنده في الاَخرة وأعلم عباده قلته، فقال: ? وَما الحَياةُ الدّنيْا فِي الاَخِرَةِ إلاّ مَتاعٌ ?؛ يقول: وما جميع ما أعطى هؤلاء في الدنيا من السعة وبسط لهم فيها من الرزق ورغد العيش فيما عند الله لأهل طاعته في الاَخرة إلا متاع قليل وشيء حقير ذاهب)[7].

 

ويقولُ سبحانه: ? اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ? [الحديد: 20].

 

قال ابن كثير رحمهُ الله:

(يقول تعالى مُوهنًا أمر الحياة الدنيا ومحقرًا لها: ? أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأمْوَالِ وَالأوْلادِ ?؛ أي: إنما حاصل أمرها عند أهلها هذا، كما قال: ? زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ? [آل عمران: 14]، ثم ضرب تعالى مثل الحياة الدنيا في أنها زهرة فانية ونعمة زائلة فقال: ? كَمَثَلِ غَيْثٍ ?، وهو: المطر الذي يأتي بعد قنوط الناس، كما قال: ? وَهُوَ الَّذِي يُنزلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ ? [الشورى: 28]، وقوله: ? أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ?؛ أي: يعجب الزراع نبات ذلك الزرع الذي نبت بالغيث؛ وكما يعجب الزراع ذلك، كذلك تعجب الحياة الدنيا الكفار، فإنهم أحرص شيء عليها وأميل الناس إليها، ? ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ?؛ أي: يهيج ذلك الزرع فتراه مصفرًّا بعد ما كان خضرًا نضرًا، ثم يكون بعد ذلك كلُهُ حطامًا، أي: يصير يَبَسًا متحطمًا، هكذا الحياة الدنيا تكون أولًا شابة، ثم تكتهل، ثم تكون عجوزًا شوهاء، والإنسان كذلك في أول عمره وعنفوان شبابه غضا طريًّا لين الأعطاف، بهي المنظر، ثم إنه يشرع في الكهولة فتتغير طباعه وَيَنْفَد بعض قواه، ثم يكبر فيصير شيخًا كبيرًا، ضعيف القوى، قليل الحركة، يعجزه الشيء اليسير، كما قال تعالى: ? اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ ? [الروم: 54].

 

ولما كان هذا المثل دالًا على زوال الدنيا وانقضائها وفراغها لا محالة، وأن الآخرة كائنة لا محالة، حَذّر من أمرها ورغّب فيما فيها من الخير، فقال: ? وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ ?؛ أي: وليس في الآخرة الآتية القريبة إلا إما هذا وإما هذا: إما عذاب شديد، وإما مغفرة من الله ورضوان. وقوله: ? وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ ?؛ أي: هي متاع فانٍ غارٍّ لمن ركن إليه، فإنه يغتر بها وتعجبه حتى يعتقد أنه لا دار سواها ولا معاد وراءها، وهي حقيرة قليلة بالنسبة إلى الدار الآخرة)[8].

 

قال شاعر:

إِنَّما الدُنيا فَناءٌ
لَيسَ لِلدُّنيا ثُبوتُ
إنما الدنيا كبيت
نسجته العنكبوت
وَلَقَد يَكفيكَ مِنها
أَيُّها الطالِبُ قوتُ
وَلَعَمرُ الله عَن قَليلٍ
كُلُّ مَن فيها يَموتُ
فاغتنم وقَتكَ فيها
قبلَ ما فيها يفوت

 

بَيْدَ أن سُكرُ الغفلة حاجب عن مُطالعةِ تلك الحقيقة!، وكما روي عن علي بن أبى طالب رضى الله عنه: الناس نيامٌ، فإذا ماتوا انتبهوا. وقوله: ارتحلت الدنيا مدبرة، وارتحلت الآخرة مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون؛ فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإنَّ اليوم عملٌ ولا حساب وغدًا حسابٌ ولا عمل.

 

نسأل الله أن يرزقنا حسن العمل وحسن العاقبة والمنقلب

وحسن الوِفادةِ عليه عزوجل




[1] رواهُ مسلم.

[2] تفسير السعدي.

[3] قال صاحب اللسان: وَاللُّعَابُ: مَا سَالَ مِنَ الْفَمِ. لَعَبَ يَلْعَبُ، وَلَعِبَ، وَأَلْعَبَ: سَالَ لُعَابُهُ، وَالْأُولَى أَعْلَى. وَخَصَّ الْجَوْهَرِيُّ بِهِ الصَّبِيَّ، فَقَالَ: لَعَبَ الصَّبِيُّ. وَثَغْرٌ مَلْعُوبٌ أَيْ ذُو لُعَابٍ. وَقِيلَ لَعَبَ الرَّجُلُ: سَالَ لُعَابُهُ، وَأَلْعَبَ: صَارَ لَهُ لُعَابٌ يَسِيلُ مِنْ فَمِهِ. مادة (لعب).

[4] المصدر: (برنامج ورتل القرآن ترتيلًا)، بموقع تدارس: https://tadars.com/source/909 . ولأهل التفسير أقوالٌ عِدة مختلفة اختلاف تنوُّع لا تضاد. وتأمل التشبيه الذي يولد النفرة من هذه الحياة الفانية بمجردِ سماعِهِ، فكيفَ بالوقوف على حقيقتها؟!، مما يدفع بالعاقل لأن يستثمرها ويستزرعها بالعمل الصالح ليحسن الحصادُ هنالك. راضيًا بالكَفاف وما يُبلِّغهُ منها، مُعرضًا عن الركونِ والاطمئنان إليها، مُشمِّرًا عن ساعِدِ الجد مُدلِجًا يحثُّ السير والخُطى إلى ربِّه تعالى، وكما جاء في الحديث الشريف: من خاف أدلج. جاعلًا كلَّ ما نالهُ من زخرفٍ وعَرَض ومتاعٍ فيها، في يدهِ لا في قلبه، مُحسنًا دِثارَ تقواه وشِعَارَ الورَعِ في نفسهِ وقلبه، مُحسنًا إلى الخلق، مراقبًا الحقَّ دومًا على كلِّ حال؛ وكما قيل في المراقبةِ - بأخصرِ لفظ-؛ هي علمُ القلبِ بقُربِ الربِّ تعالى. فللهِ درُّهُ من هذا مِثالُه!. ونصُّ الحديث الشريفِ أعلاه؛ من رواية الصحابي الجليل أُبي بن كعب، قال رسول الله صلى الله عليـه وسلم: من خافَ أدلجَ، ومن أدلجَ بلغ المنزلَ، ألا إنَّ سِلعةَ اللهِ تعالَى غاليةٌ، ألا إنَّ سِلعةَ اللهِ الجنةُ، جاءتِ الراجفةُ، تتبعُها الرادفةُ، جاء الموتُ بما فيه. إسنادُهُ حسن.

[5] - رواهُ مُسلم. فتأمَّل - بورِكت- هذه النسبة والتناسب: مالندى العالقُ ببعضِ إصبع أمامَ بحرٍ لُجيٍ عظيمٍ شاسع؟!، لا مقارنة تالله. وتأمل كذلك تصدير الحديث النبوي بالقَسَم، وكأن إشارة الحديثِ منطوق حديثٍ آخر، فعن أنسٍ رضي الله عنه قال: خَطَبَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خُطْبَةً ما سَمِعْتُ مِثْلَهَا قَطُّ؛ قالَ: لو تَعْلَمُونَ ما أعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، ولَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، قالَ: فَغَطَّى أصْحَابُ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وُجُوهَهُمْ، لهمْ خَنِينٌ. رواهُ البخاري. والخنين؛ صوتٌ مُرتفِعٌ مِن الأنفِ بالبُكاءِ مع غُنَّةٍ، وهو دونَ الانتِحابِ. انظر شرح الحديث الشريف بموقع الدرر السنيَّة: https://2u.pw/dkV3g

[6] - تفسير السعدي.

[7] - تفسير الطبري.

[8] - تفسير القرآن العظيم.


"
شارك المقالة:
24 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook