مِلك اليمين في اللغة هم الإماء، ويُطلق أيضاً لفظ مِلك اليمين على ما تمكّن منه الإنسان واستولى عليه وتصرّف به، أمّا في الاصطلاح فهم الرّقيق عموماً من الذّكور والإناث؛ حيث قال الله تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا)، وقد يُراد بمِلك اليمين الجواري والسّراري من النّساء على وجه الخصوص كما في قول الله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ*إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ).
ولفظ الرّقيق يُطلق على المملوك سواءً أكان مملوكاً كلّه أو بعضه، وكانت ظاهرة الرّق والمِلك سائدة جدّاً قبل الإسلام؛ إذْ كان الأغنياء وسادة الأقوام يتملّكون البشر للكثير من الأسباب؛ منها: الأسر في الحروب وغير ذلك من الأسباب القائمة على الظلم، مثل: السّرقة والاعتداء، وكان المَدينُ إذا لم يستطع إيفاء دينه يصبح مملوكاً للدّائن، لكنّ الإسلام نظّم تملّك النّاس وحصرها في أسر الحروب فقط، فلا يحلّ للمسلم أن يعتدي على حريّة غيره من النّاس، كما أنّ الإسلام جاء بحقوقٍ للمملوكين وساواهم في الواجبات والحقوق أمام الله -تعالى- مع غيرهم من الأحرار، فكان النّاس كلّهم سواسية.
بيّن علماء الإسلام الأحكام المتعلّقة بالجواري المملوكة، وفيما يأتي ذكر بعضها:
إنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- رُزق بابنه إبراهيم من جارية وهي ماريّة القبطيّة، وكذلك كانت هاجر أمّ إسماعيل -عليه السّلام- سريّة إبراهيم -عليه السّلام- وأمّ ولده، وكان ذلك مشروعاً في دين إبراهيم عليه السّلام، وكذلك كان لعمر بن الخطّاب ولعليّ بن أبي طالب -رضي الله عنهما- أمّهات أولاد، والله -تعالى- أحلّ وطأ ما ملكت اليمين؛ حيث قال في القرآن الكريم: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ).
كانت البشريّة تعاني من ظاهرة التملّك والعبوديّة التي سادت كثيراً قبل الإسلام، لذلك جاء الإسلام بحلولٍ واقعيّة لتهذيب الرّق والسيطرة عليه؛ إذْ لم يكن بالإمكان القضاء عليها مباشرةً بسبب انتشاره الواسع؛ حيث شرع الإسلام عدّة أحكام للتخفيف منها، وبيان بعض الأحكام فيما يأتي:
موسوعة موضوع