يا له من دين لو أن له رجالا! (22)

الكاتب: المدير -
يا له من دين لو أن له رجالا! (2-2)
"يا له من دين لو أن له رجالًا! (2-2)




تحدثنا في الجزء الأول من هذا المقال بفضل الله تعالى عن الميزان الذي تقاس به الرجولة، وطوَّفنا حول بعض صفات الرجال التي وردت في القرآن الكريم، ثم ختمنا بسؤال: متى أكون رجلًا؟

 

وفي هذا الجزء سنتحدث بفضل الله تعالى عن:

• نساء زاحمن الرجال في صفات الرجولة.

ثم سنتعرف على:

• نماذج خلدها التاريخ؛ لتكون زادًا على الطريق ونبراسًا.

 

ثالثًا: نساء زاحمن الرجال في صفات الرجولة:

لقد سطر التاريخ الإسلامي قديمًا وحديثًا نماذج نسائية، ضربن أمثلة من الشجاعة والجرأة والإقدام يعجز عنها من يدَّعون الرجولة وهم ليسوا كذلك.

1- السيدة صفية بنت عبدالمطلب: في غزوة الخندق وضع النبي صلى الله عليه وسلم النساء والأطفال في الحصون لحمايتهم، فكانت صفية وأمهات المؤمنين رضي الله عنهن في حصن حسان بن ثابت، وكان من أمنع حصون المدينة، وبينما كان المسلمون منشغلين بقتال عدوهم، تسلل يهودي وطاف بالحصن يتجسس على أخباره، فأدركتْ أنه يريد معرفة أفي الحصن رجال أم أنه لا يضم غير النساء والأطفال، فحملت عمودًا وتلطَّفت حتى كانت في موضع تمكَّنت فيه من عدوها، ضربتْه على رأسه فوقع، فانهالت عليه حتى مات؛ لكي لا ينقل خبرهم إلى قومه، ثم حزَّت رأسه بسكين، وقذفت بها من أعلى الحصن، فطفق يتدحرج حتى استقر بين أيدي يهود كانوا يتربصون في أسفله، فلما رأى اليهود رأس صاحبهم، قالوا : قد علمنا أن محمدًا لم يكن ليترك النساء والأطفال من غير حُماة، فعادوا أدراجهم.

 

2- السيدة نسيبة بنت كعب:

شهدت أم عمارة (نسيبة بنت كعب) ليلة العقبة وشهدت أحدًا والحديبية ويوم حُنين ويوم اليمامة، وجاهدت وفعلت الأفاعيل، وقُطِعت يدها في الجهاد. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لَمَقام نسيبة بنت كعب اليوم خيرٌ من مقام فلان وفلان)).

وروى عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما التفتُّ يوم أُحُد يمينًا ولا شمالًا إلا وأراها تقاتل دوني)).

 

3- السيدة ميسون تحيي موات أمَّة:

عندما دنس الصليبيون ديار الإسلام والمسلمين عام 607هـ وانطلقوا في البلاد كالجراد الذي يدمر الأخضر واليابس، اغتمت السيدة ميسون لذلك، ولكن ماذا يمكن أن تفعل امرأة في مواجهة هذه الجحافل؟ نعم.. امرأة وحدها لا تقوى على عمل شيء، لكنها امرأة صاغها الإيمان خلقًا آخر، فقلبت الموازين، وأدارت دفة الأمور، وغيَّرت مجرى الأحداث، نزل الإيمان قلبها فإذا بها تحس أن في عضلاتها القوة التي تهز دمشق هزًّا، وفي حنجرتها الصوت الذي يسمع الأموات، وفي قلبها العزم الذي لا يكل، والمدد الذي لا ينقطع، والبأس الذي يفلُّ الحديد ويدك الحصون.

 

جمعت النساء اللاتي حضرن يواسينها ويعزِّينها في وفاة أربعة من إخوتها وقالت لهن: إننا لم نخلق رجالًا نحمل السيوف، ولكن إذا جبن الرجال لم نعجز نحن عن العمل، هذا والله شعري، أثمنُ ما أملك، أنزل عنه؛ أجعله قيدًا لفرس تقاتل في سبيل الله؛ لعلي أحرك به هؤلاء الأموات، فجزت شعرها وصنعت منه لجامًا، فإذا بهذا الوقود ينساب إلى قريناتها فصنعن مثل صنيعها في مشهد عجز التاريخ أن يجود بمثله.

 

أرسل النساء هذه الألجمة إلى خطيب الجامع الأموي - سبط ابن الجوزي - فحمله إلى الجامع لصلاة الجمعة، وقد عصفت به الحماسة، فلم يقر له قرار حتى اعتلى المنبر والدموع تترقرق في عينيه والألجمة بين يديه، ثم قام وخطب خطبة تفتتت لها الأكباد، وتزلزلت لها القلوب، فكان مما قاله: يا من أمرهم دينهم بالجهاد ليفتحوا العالم ويهدوا البشر إلى دينهم، فقعدوا حتى فتح العدو بلادهم وفتنهم عن دينهم، يا من حكم أجدادهم بالحق أقطار الأرض، وحُكِموا هم بالباطل في ديارهم وأوطانهم، يا من باع أجدادهم نفوسهم من الله بأن لهم الجنة، وباعوا هم الجنة بأطماع نفوس صغيرة ولذائذ حياة ذليلة، يا أيها الناس، ما لكم نسيتم دينكم، وتركتم عزتكم، وقعدتم عن نصر الله فلم ينصركم، وحسبتم أن العزة للمشرك، وقد جعل الله العزة لله ولرسوله وللمؤمنين. يا ويحكم، أما يؤلمكم ويشجي نفوسكم مرأى عدو الله وعدوكم يخطو على أرضكم، التي سقاها بالدماء آباؤكم، يذلكم ويتعبدكم، وأنتم كنتم سادة الدنيا؟! أما يهز قلوبكم وينمي حماستكم أن إخوانًا لكم قد أحاط بهم العدو وسامهم ألوان الخسف، أما في البلد عربي؟! أما في البلد مسلم؟! أما في البلد إنسان؟! العربي ينصر العربي، والمسلم يعين المسلم، والإنسان يرحم الإنسان. أفتأكلون وتشربون وتنعمون وإخوانُكم هناك يتسربلون باللهب، ويخوضون النار، وينامون على الجمر؟! يا أيها الناس، إنها قد دارت رحى الحرب، ونادى منادي الجهاد، وتفتحت أبواب السماء، فإن لم تكونوا من فرسان الحرب، فافسحوا الطريق للنساء يدرن رحاها، واذهبوا فخذوا المجامر والمكاحل يا نساء بعمائم ولحى، أو لا فإلى الخيول وهاكم لُجُمها وقيودها.

 

يا ناس، أتدرون ممَّ صنعت هذا اللجم وهذه القيود؟! لقد صنعها النساء من شعورهن! لأنهن لا يملكن شيئًا غيرها يساعدن به فلسطين، هذه والله ضفائر ذوات الخدور التي لم تكن تبصرها عين الشمس صيانة وحفاظًا، قطعنها لأن تاريخ الحب قد انتهى، وابتدأ تاريخ الحرب المقدسة، الحرب في سبيل الله، وفي سبيل الأرض والعرض، فإذا لم تقدروا على الخيل تقيدونها بها، فخذوها فاجعلوها ذوائب لكم وضفائر، إنها من شعور النساء، ألم يبق في نفوسكم شعور؟.

 

ثم ألقاها من فوق المنبر على رؤوس الناس، وصرخ: تصدعي يا قبة النسر، وميدي يا عُمُد المسجد، وانقضي يا رجوم، لقد أضاع الرجال رجولتهم؛ من كتاب: قصص من التاريخ؛ للشيخ علي الطنطاوي (بتصرف)؛ (نوه الشيخ أنه قد نظم هذه الخطبة بأسلوبه الخاص).

 

وإزاء هذه الكلمات التي عصفت بكيان الحاضرين، صاح الناس صيحة لم يسمع مثلها، وهبوا ونهضوا لنصرة دينهم كالليوث، وتوافدت قوافلهم التي تنشد إحدى الحسنيين إلى ساحة المعركة، فأجلت كتائب التوحيد جند الصليبيين إلى عكا.

 

• حقيقة، إن سلسلة الفضليات العفائف والطاهرات الحرائر من هذه الأمة - بفضل الله - موصولة متينة لا تنقطع، وفي كل عصر من العصور تبرز أمثلة تضارع سابقتها، وهذا من فضل الله تعالى على هذه الأمة.

 

رابعًا: ذاكرة التاريخ الإسلامي ملأى بالرجال:

إن تاريخ أمتنا الإسلامية مليء بجحافل من الرجال، ما ورد أن الزمان قد جاد بمثلهم في أمة من الأمم.

1- حاصر خالد بن الوليد الحيرة فطلب من أبي بكر مددًا، فما أمده إلا برجل واحد هو القعقاع بن عمرو التميمي وقال: لا يهزم جيش فيه مثله، وكان يقول: لصوت القعقاع في الجيش خيرٌ من ألف مقاتل.

 

2- عن زيد بن أسلم قال: لما أبطأ على عمر فتح مصر، كتب إلى عمرو بن العاص: أما بعد، فقد عجبت لإبطائكم عن فتح مصر.. وما ذاك إلا لما أحدثتم وأحببتم من الدنيا ما أحب عدوكم، وإن الله تعالى لا ينصر قومًا إلا بصدق نياتهم، وقد كنت وجهتُ إليك أربعة نفر وأعلمتك أن الرجل منهم مقام ألف رجل على ما أعرف، إلا أن يكون غيَّرهم ما غيَّر غيرهم؛ فإذا أتاك كتابي هذا، فاخطب الناس وحضهم على قتال عدوهم، ورغِّبهم في الصبر والنية، وقدم أولئك الأربعة في صدور الناس، وأْمُرِ الناس أن يكون لهم صدمة كصدمة رجل واحد، وليكن ذلك عند الزوال يوم الجمعة؛ فإنها ساعة تنزل فيها الرحمة ووقت الإجابة، وليعجَّ الناس إلى الله وليسألوه النصر على عدوهم، فلما وصل الكتاب إلى عمرو، جمع الناس وقرأه عليهم، ثم دعا أولئك النفر فقدمهم أمام الناس، وأمر الناس أن يتطهروا ويصلوا ركعتين ثم يرغبوا إلى الله ويسألوه النصر، ففتح الله عليهم، وكان هؤلاء الأربعة هم: الزبير بن العوام، والمقداد بن عمرو، وعبادة بن الصامت، ومسلمة بن مخلد.

 

3- في دار من دُور المدينة المباركة جلس عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى جماعة من أصحابه، فقال لهم: تمنَّوا، فقال أحدهم: أتمنى لو أن هذه الدار مملوءة ذهبًا أنفقه في سبيل الله، ثم قال عمر رضي الله عنه: تمنَّوا، فقال رجل آخر: أتمنى لو أنها مملوءة لؤلؤًا وزبرجدًا وجوهرًا أنفقه في سبيل الله وأتصدق به، ثم قال: تمنَّوا، فقالوا: ما ندري ما نقول يا أمير المؤمنين؟، فقال عمر: ولكني أتمنى رجالًا مثلَ أبي عبيدةَ بنِ الجراح، ومعاذِ بنِ جبلٍ، وسالمٍ مولى أبي حذيفة، فأستعين بهم على إعلاء كلمة الله.

 

رحم الله الفاروق عمر، لقد كان خبيرًا بما تقوم به الحضارات، وتنهض به الرسالات، وتحيا به الأمم؛ فإن القوة ليست بحد السلاح بقدر ما هي في قلب الجندي، والتربية ليست في صفحات الكتاب بقدر ما هي في روح المعلم.

 

خامسًا: العز بن عبدالسلام سلطان العلماء نموذجًا من السابقين:

عندما كان العز بن عبدالسلام في دمشق، كان الحاكم رجلًا يُقال له: الملك الصالح إسماعيل من بني أيوب، فولَّى العز بن عبدالسلام خطابة الجامع الأموي، وبعد فترة قام الملك الصالح إسماعيل هذا بالتحالف مع النصارى الصليبيين، أعداء الله ورسله، فحالفهم وسلَّم لهم قلعة الشَّقِيف، وصَفَد، وبعض الحصون، وبعض المدن؛ وذلك من أجل أن يستعين بهم على قتال الملك الصالح أيوب في مصر، فلما رأى العز بن عبدالسلام هذا الموقف الخائن الموالي لأعداء الله ورسله عليهم السلام، لم يصبر؛ فصعد على المنبر، وتكلم وأنكر على الصالح إسماعيل تحالفه مع الصليبيين، وقالها له صريحة، وقطع الدعاء له في الخطبة، بعدما كان اعتاد أن يدعو له، وختم الخطبة بقوله: اللهم أبرم لهذه الأمة أمرًا رشدًا تُعِزُّ فيه وليَّك، وتُذِلُّ فيه عدوَّك، ويُؤْمَر فيه بالمعروف، ويُنْهَى فيه عن المنكر، ثم نزل.

 

وعرف الأمير الملك الصالح إسماعيل أنه يريده، فغضب عليه غضبًا شديدًا، وأمر بإبعاده عن الخطابة وسجنه، وبعدما حصل الهرج والمرج، واضطرب أمر الناس، أخرجه من السجن ومنعه من الخطبة بعد ذلك.

 

وخرج العز بن عبدالسلام من دمشق مُغضبًا إلى جهة بيت المقدس، وصادف أن خرج الملك الصالح إسماعيل إلى تلك الجهة أيضًا والتقى أمراء النصارى قريبًا من بيت المقدس، فأرسل رجلًا من بطانته وقال له: اذهب إلى العز بن عبدالسلام، ولاطِفْهُ ولايِنْهُ بالكلام الحسن، واطلب منه أن يأتي إليَّ، ويعتذر مني، ويعود إلى ما كان عليه، فذهب الرجل إلى العز بن عبدالسلام وقال له: ليس بينك وبين أن تعود إلى منصبك وأعمالك وزيادة على ما كنت عليه إلا أن تأتي وتُقَبِّل يد السلطان لا غير، فضحك العز بن عبدالسلام ضحكة الساخر وقال: يا مسكين، والله ما أرضى أن يُقَبِّلَ الملك الصالح إسماعيل يدي، فضلًا عن أن أُقَبِّلَ يده؛ يا قومُ، أنا في وادٍ وأنتم في وادٍ آخر، الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاكم به، قال: إذًا نسجنك!، فقال: افعلوا ما بدا لكم، فأخذوه وسجنوه في خيمة، فكان يقرأ فيها القرآن ويَتَعَبَّد ويذكر الله تعالى.

 

وفي إحدى المرات، كان الملك الصالح إسماعيل قد عقد اجتماعًا مع بعض زعماء النصارى الصليبيين، كان اجتماعهم قريبًا من العز بن عبدالسلام بحيث يسمعون قراءته للقرآن، فقال: هل تسمعون هذا الذي يقرأ؟، قالوا: نعم، فقال متفاخرًا: هذا هو أكبر قساوسة المسلمين، سَجَنَّاه؛ لأنه اعترض علينا في محالفتنا لكم، وتسليمنا لكم بعض الحصون والقلاع، واتفاقنا معكم على قتال المصريين، فقال له ملوك النصارى: والله لو كان هذا القسيس عندنا، لغسلنا رجليه وشربنا مرقته!؛ لو كان عندنا رجل بهذا الإخلاص للأمة وبهذه القوة وبهذه الشجاعة، لكُنَّا نغسل رجليه، ولشَرِبْنا الماء الذي غسلنا به رجليه؛ فأصيب الملك إسماعيل بالخيبة والذل، وكانت هذه بداية هزيمته وفشله، وجاءت جنود المصريين، وانتصرت عليه وعلى من كانوا متحالفين معه من الصليبيين، وأفرجت عن الإمام العز بن عبدالسلام.

 

• هذا موقف صرح فيه العز بن عبدالسلام رحمه الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على رؤوس المنابر، ورأى أن هذا الذي يسعه، مع أنه كان يستطيع غير ذلك، ولكنه رأى أن هذا هو الأسلوب المناسب، خاصة أن الصليبيين في تلك الوقعة دخلوا شوارع دمشق ومدنها، وتجوَّلوا في أسواقها ودكاكينها، وكانوا يشترون الأسلحة من المسلمين؛ ولذلك وُجِّه إليه الاستفتاء: هل يجوز أن نبيع السلاح للنصارى؟، فأفتى رحمه الله بأن بيع السلاح إليهم لا يجوز؛ لأن من يبيعهم السلاح يعلم أنهم سوف يُصوِّبون هذه الأسلحة إلى صدور المسلمين.

 

• لقد كان لهذا الإمام الجليل مواقف في مقاومة الظلم والظالمين في غاية العجب، وهذه المواقف العظيمة لولا أنها مُسَطَّرة في الكتب، لقلنا: إنها خيال من الخيال، لكنها مكتوبة، والذين كتبوها هم من العلماء الثقات الذين عاصروه وعاشروه وعاشوا معه.

 

سادسًا: الإمام محمد الغزالي نموذجًا من العصر الحديث:

يقول الشيخ محمد الغزالي في كتابه قصة حياة: أذكر أن وكيل الوزارة كلَّفني يومًا أن أضع خطبة محترمة في تحديد النسل؛ لأن المشروع موشك على الفشل، فقلت له: إن مشكلة الانفجار السكاني في العالم لا تُحلُّ على حساب المسلمين وحدهم، قال: ماذا تعني؟، قلت: التعليمات صدرت لغيرنا أن يتكاثروا، فلا أعمل أنا على تقليل المسلمين، فقال في عبوس: أنت موظف، وقد أمر الرؤساء بشيء؛ فيجب تنفيذه، فقلت في صرامة: أنا لست موظفًا في بيت أحد الرؤساء، أنا وأي رئيس موظفون في جهاز إسلامي حسيبنا فيه الله؛ فأنا أرعى ربي قبل أي امرئ آخر، أنا ورئيس الدولة نأخذ مرتباتنا من وعاء واحد، من مال المسلمين، أنا لا آخذ مرتبي من كيس أحد حتى أجعل ولائي له من دون الله، فأشاح مُعرضًا، وانصرف مُغضبًا، وبعد أيام أرسل إليَّ، وقال: يا سيدي، كتب الخطبة غيرك، قلت: ليكتب من شاء ما شاء، أما أنا فلا أبيع ديني لأحد، إنني أكره الشيوخ الذين يسترضون الرؤساء بالفتاوى الجهْلاء، إنهم يدورون في القاهرة وفي كل عاصمة بذممهم كما يدور سائقو سيارات الأجرة بعرباتهم، يتلفتون: هل من راكب؟ قبحهم الله وقبح من كلَّفهم، وقبل منهم.

 

• وختامًا: إن خير ما تقوم به دولة لشعبها، وأعظم ما يقوم عليه منهج تعليمي، هو صناعة هذه الرجولة وتوفير أسبابها، وتربية هذا الطراز من الرجال على مائدة القرآن وهدي الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.

 

إننا نحتاج إلى الرجال الذين يثبتون وسط الأزمات التي تعصف بالمسلمين، الأزمات والفتن التي تجعل الحليم حيرانَ، نحتاج إلى رجال يبصِّرون الناس بالدين، إلى رجال يكونون قدوة للناس، إلى رجال شامخين شموخ الجبال، لهم نفس أبيَّة تواقة لا تقبل الذل إلا بين يدي الله، ولا تركع إلا في الصلاة.

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


"
شارك المقالة:
26 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook