يا ليتني كنت معهم

الكاتب: المدير -
يا ليتني كنت معهم
"يا ليتني كنت معهم

 

الحمد لله وحْده، والصلاة والسلام على مَن لا نبيَّ بعدَه، وعلى آله وصَحْبه، ومَن سار على نَهجه.




أمَّا بعدُ:

فيثور في الأذهان من حينٍ لآخر هذا السؤال: ماذا لو عِشْتُ في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم؟ ماذا لو عشتُ مع الصَّحب الكرام في الأزمنة الفاضلة؟ ماذا لو كنتُ مع الذين وصَفهم النبي صلى الله عليه وسلم: ((خير الناس قرني، ثم الذين يَلونهم، ثم الذين يَلونهم))[1]؟

 

وهذا السؤال له محملٌ حسنٌ لا غبارَ عليه، فمَن ذا الذي لا يَرجو العيش مع الرسول صلى الله عليه وسلم وصَحْبه الكرام - رضي الله عنهم؟! بل مَن ذا الذي لا يرجو مجرَّد التمتُّع برؤيتهم؟!




لكن هناك جانبٌ آخرُ لهذا السؤال، إنه جانب الهروب من الواقع إلى الخيال، الهروب من الحقيقة إلى الأحلام، إنها حيلة نفسيَّة معروفة: تعليق الفشل والإخفاق على شمَّاعة الظروف والأحوال المُحيطة، والهروب من العمل والسعي نحو الأفضل، إلى سراب الأحلام، إنها حِيلة الحلِّ السهل، فمن الصعب تقبُّل الواقع والتعامل معه بحزمٍ وعزيمة، لكنَّ السهل هو افتراضُ حلول وهميَّة، واختلاق ظروفٍ وأبعاد خارجيَّة مستحيلة التحقيق، وإقناع النفس أنَّ المشكلة تَكمُن في تحقيق هذه الظروف، فكلُّ مشكلاتي في الحياة ستُحَل إذا كنت في العصر الفاضل، كل أحلامي وطموحاتي ستتحقَّق إذا كنتُ في العصر الفاضل، استقامتي على شرْع الله، وإيماني وعملي الصالح، كلُّ هذا سأَبلغه، بل وأبلغ ذِرْوته إذا كنتُ في العصر الفاضل.




وحلُّ هذه المشكلة النفسيَّة سهل ويسيرٌ - بإذن الله تعالى.




أولاً: نبدأ بسؤال جوهري: هل وجودُك في هذا الزمان كان باختيارك؟

إنَّ ما أنت فيه وما أنت عليه، مِن قدرِ الله تعالى، فوجودك في هذا الزمان على هذه الكيفيَّة، من قدَر الله، ولا واللهِ لن يَصِحَّ لك إيمانٌ إن لَم تُؤمن بالقدر كلِّه؛ حُلوه ومُرِّه؛ فعن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يؤمن عبدٌ؛ حتى يؤمنَ بالقدر خيره وشرِّه، حتى يعلمَ أنَّ ما أصابه لَم يكن ليُخطئه، وأنَّ ما أخْطَأه لَم يكن ليُصيبه))[2].




وإن دخَل قلبك شيءٌ من عدم التسليم بهذا القدر، أو أُصِبْتَ بشيءٍ من عدم كمال هذا التسليم، فاسْمَع لهذه القصة؛ لعلَّها تَفتح طريقًا للشفاء:

عن ابن الديلمي قال: وقَع في نفسي شيء من القدر، فأَتيتُ أُبَيَّ بن كعب، فقلت: يا أبا المُنذر، وقَع في نفسي شيء من القدر، خِفْتُ أن يكون فيه هلاكُ ديني وأمري، فقال: يا بن أخي، إن الله عز وجل لو عذَّب أهلَ سمواته وأهل أرضه، لعذَّبهم وهو غير ظالِم لهم، ولو رَحِمهم، لكانَت رحمته لهم خيرًا من أعمالهم، ولو أنفقتَ مثلَ أُحدٍ ذهبًا في سبيل الله، ما قَبِله الله منك؛ حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أنَّ ما أصابَك لَم يكن ليُخطئك، وأنَّ ما أخطَأك لَم يكن ليُصيبك، وأنَّك إذا متَّ على غير هذا، دَخَلتَ النار، ولا عليك أن تأتي أخي عبدالله بن مسعود، فتَسأله، فأَتيتُ عبدالله بن مسعود، فسألتُه، فقال مثلَ ذلك، وقال لي: لا عليك أن تأتي حُذيفة بن اليمان فتَسأله، فأَتيتُ حذيفة بن اليمان، فسألتُه، فقال لي مثل ذلك، وقال: ائتِ زيد بن ثابت فسَلْه، فأتيتُ زيد بن ثابت، فسألتُه، فقال: سَمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:((إنَّ الله - عز وجل - لو عذَّب أهلَ سمواته وأهل أرْضه، لعذَّبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رَحِمهم، لكانَت رَحمته خيرًا لهم من أعمالهم، ولو أنفقتَ مثلَ أُحدٍ ذَهبًا في سبيل الله، ما قَبِله الله منك؛ حتى تؤمن بالقدر، وتعلمَ أنَّ ما أصابَك لَم يكن ليُخطئك، وأنَّ ما أخطَأك لَم يكن ليُصيبك، وأنك إن متَّ على غير هذا، دخلتَ النار))[3].




ثانيًا: مَن أدراك أنَّ ما أنت فيه ليس هو الخير لك، وأنَّ ما تَشتهيه ليس فيه الضر بك؟

أمَا سَمِعت قول الحق سبحانه وتعالى: ? وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ? [البقرة: 216]، وقوله - عز وجل -: ? فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ? [النساء: 19]؟




أمَا سَمِعت قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله - عز وجل - ليَحمي عبده الدنيا وهو يحبُّه، كما تحمون مَرضاكم الطعامَ والشراب؛ تَخافونه عليه))[4]؟




فمَن أدراك أنَّ الله لَم يَحمك من هذا الأمر؛ لشرٍّ يَدفعه عنك، أو لخيرٍ أنتَ لا تَعلمه؟

ولعلَّ سائلاً يسأل: سبحان الله، وأين الشرُّ في هذا؟

إنَّ هذا الأمر فيه الخير كلُّ الخير، فهل يأتي الخير بشرٍّ؟!




لقد سُئِل رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا السؤال نفسَه؛ فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: إنَّ النبي صلى الله عليه وسلم جلَس ذات يوم على المنبر، وجَلسنا حوله، فقال: ((إني مما أخاف عليكم من بعدي، ما يُفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها))، فقال رجل: يا رسول الله، أوَيَأتي الخير بالشرِّ؟ فسَكت النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له: ما شأْنُك تُكلِّم النبي صلى الله عليه وسلم ولا يُكلِّمك؟ فرأينا أنه يَنزل عليه، قال فمسَح عنه الرُّحَضاء، فقال: ((أين السائل؟))، وكأنَّه حَمِده، فقال: ((إنه لا يأتي الخير بالشر))[5]؛ الحديث.




فالخير لا يأتي أبدًا إلاَّ بالخير، لكن مَن قال: إنَّ هذا خيرٌ؟ وهذا ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض روايات الحديث: ((أوَخيرٌ هو؟))، قالها ثلاثًا[6]، فمَن أدراكَ أنَّ هذا فيه الخير لك؟

 

ثالثًا: ولِمَن لا يقتنع بهذا الكلام الإجمالي نقول بشيء من التفصيل:

هل كلُّ مَن رأى النبي صلى الله عليه وسلم وعاش معه، آمَن به؟!

مَن أدراك؟! لعلك رأيتَ النبي صلى الله عليه وسلم ولَم تؤمِن به أصلاً، مَن أدراك؟

لعلَّك كنتَ ممن عاداه وآذاه، مَن أدراك؟!

 

اسْمع إلى هذا الأثر المهم: عن عبدالرحمن بن جُبير بن نُفير عن أبيه، قال: جلَسنا إلى المقداد بن الأسود يومًا، فمرَّ به رجل، فقال: طوبى لهاتين العينين اللَّتين رأَتا رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لوَدِدْنا أنَّا رأينا ما رأيتَ، وشَهِدنا ما شَهِدتَ، فاسْتُغْضِب، فجعَلتُ أعجب! ما قال إلاَّ خيرًا، ثم أقبَل إليه، فقال: ما يَحمل الرجل على أن يتمنَّى محضرًا غيَّبه الله عنه، لا يدري لو شَهِده، كيف كان يكون فيه؟ والله لقد حضَر رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أقوامٌ أكبَّهم الله على مناخرهم في جهنَّم، لَم يُجيبوه ولَم يُصدِّقوه، أوَلا تَحمدون الله إذ أخرَجكم لا تَعرفون إلاَّ ربَّكم، مُصدِّقين لما جاء به نبيُّكم، قد كُفيتُم البلاء بغيركم؟




والله لقد بعَث الله النبي صلى الله عليه وسلم على أشد حالٍ بُعِث عليها نبيٌّ من الأنبياء في فترة وجاهليَّة، ما يرون أنَّ دينًا أفضل من عبادة الأوثان، فجاء بفرقان فرَّق به بين الحق والباطل، وفرَّق بين الوالد وولده، حتى إن كان الرجل ليرى والدَه وولده، أو أخاه كافرًا، وقد فتَح الله قُفلَ قلبه للإيمان، يعلم أنه إنْ هَلَك، دخَل النار، فلا تَقَرُّ عينُه وهو يعلم أنَّ حبيبه في النار، وأنها للتي قال - عز وجل -: ? وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُن ? [الفرقان: 74][7].

 

أرأيتَ فقه الصحابة- رضي الله عنهم؟ أرأيتَ بُعْدَ نظرهم وسَداد فَهْمهم؟

وهل غاب عن ذِهْنك أمرُ أبي طالب؟!




قال الحق سبحانه وتعالى: ? إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ? [القصص: 56].

 

قال ابن كثير رحمه الله: يقول تعالى لرسوله - صلوات الله وسلامه عليه -: إنَّك يا محمد ? لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ?؛ أي: ليس إليك ذلك، إنَّما عليك البلاغ، والله يهدي مَن يشاء، وله الحكمة البالغة والحُجَّة الدامغة؛ كما قال تعالى: ? لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ? [البقرة: 272]، وقال: ? وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ? [يوسف: 103].

 

وهذه الآية أخصُّ من هذا كله، فإنه قال: ? إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ?؛ أي: هو أعلم بمَن يستحقُّ الهداية بمن يستحقُّ الغواية، وقد ثبَت في الصحيحين أنها نزَلت في أبي طالب عمِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كان يَحوطه ويَنصره، ويقوم في صفِّه، ويحبُّه حبًّا شديدًا، طبعيًّا لا شرعيًّا، فلمَّا حضَرتْه الوفاةُ، وحان أجَلُه، دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإيمان والدخول في الإسلام، فسبَق القدر فيه، واخْتُطِف من يده، فاستمرَّ على ما كان عليه من الكفر، ولله الحِكمة التامَّة.

 

قال الزهري: أخبَرني سعيد بن المسيَّب عن أبيه، قال: لَمَّا حضَرت أبا طالب الوفاةُ، جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجَد عنده أبا جهلٍ وعبدالله بن أبي أميَّة بن المُغيرة، فقال: أي عم، قل: لا إله إلا الله، كلمة أحاجُّ لك بها عند الله، فقال أبو جهل وعبدالله بن أبي أميَّة: أترغبُ عن مِلَّة عبدالمطلب؟ فلم يَزَل رسول الله صلى الله عليه وسلم يَعرضها عليه ويُعيدانه بتلك المَقالة، حتى قال أبو طالب آخِرَ ما كلَّمهم: على مِلَّة عبدالمطلب، وأبَى أن يقول: لا إله إلا الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والله لأَسْتَغْفِرَنَّ لك ما لَم أُنْهَ عنك))، فأنزَل الله: ? مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ ? [التوبة: 113]، وأنزَل الله في أبي طالب، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ? إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ? [القصص: 56]؛ أخرَجاه من حديث الزُّهري[8].

 

وهكذا رواه مسلم في صحيحه، والترمذي من حديث يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: لَمَّا حضَرت وفاة أبي طالب، أتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((قل: لا إله إلا الله، أَشهد لك بها يوم القيامة))، فقال: لولا أن تُعيِّرني قريش، يقولون: إنما حمَله على ذلك الجزع، لأقْرَرتُ بها عينَك، فأنزَل الله - عز وجل -: ? إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ? [القصص: 56][9]،[10].

 

•وهبْ أنَّك اتَّبعَت الرسول صلى الله عليه وسلم مَن أدراك أنَّك لَم تكن من أتْباع ابن سلول[11]؟!

 

نعم لا تتعجَّب، مَن أدراك أنَّك لن تكون من المنافقين؟ أوَلَم يَروا النبي - صلى الله عليه وسلم؟ ألَم يَعيشوا معه؟ ألَم يَطَّلعوا منه على ما اطَّلع عليه الصحابة؟ بل ومنهم مَن خرَج للجهاد معه - صلى الله عليه وسلم!

 

فلماذا تتعجَّب؟ ولماذا تأْمَن على نفسك النِّفاق؟ ألَم تسمع قبلُ بهذا الأثر؟

قال ابن أبي مُليكة[12]: أدْرَكتُ ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يَخاف النفاقَ على نفسه، ما منهم أحدٌ يقول: إنه على إيمان جبريل وميكائيل[13].


نعم لقد كانوا يخافون النفاق، أفلا تَخافه أنت؟ انظر إلى موقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه من هذه القضيَّة:

 

عن أُمِّ سَلَمةَ قالتْ: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مِن أصحابي مَن لا أراه ولا يَراني بعد أن أموتَ أبدًا))، فبَلغ ذلك عمر، فأتاها يشتدُّ أو يُسرع، فقال لها: أنشدك بالله أنا منهم؟ قالت: لا، ولن أُبَرِّئ أحدًا بعدك أبدًا[14].

 

وعن زيد بن وهب قال: مات رجلٌ من المنافقين، فلم يُصَلِّ عليه حذيفة، فقال له عمر: أمِن القوم هو؟ قال: نعم، فقال له عمر: بالله منهم أنا؟ قال: لا، ولن أُخبر به أحدًا بعدك[15].

 

هذا حال مَن شَهِد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة في أكثر من حديث؛ منها: عن سعيد بن زيد قال: سَمِعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((عشرة في الجنة: النبي في الجنة، وأبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير بن العوَّام في الجنة، وسعد بن مالك في الجنة، وعبدالرحمن بن عوف في الجنة، ولو شِئْتُ لسمَّيت العاشر))، قال: فقالوا: مَن هو؟ فسَكَت، قال: فقالوا: مَن هو؟ فقال: هو سعيد بن زيد[16].

أبَقِي بعد ذلك مكان للاطمئنان في القلوب؟!




• وَهبْ أنَّك كنتَ من المؤمنين الخُلَّص، أتدري مَن كنتَ تُنافس؟!

أتدري مع مَن كنتَ تعيش وتتسابق في مَرضاة الله تعالى؟




عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: أمرَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا أن نتصدَّق، فوافَق ذلك مالاً عندي، فقلت: اليوم أسْبِق أبا بكرٍ، إن سَبَقتُه يومًا، فجِئْتُ بنصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أبْقَيتَ لأهْلك، قلتُ: مثله، قال: وأتى أبو بكر رضي الله عنه بكلِّ ما عنده، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أبْقَيتَ لأهلك؟))، قال: أبْقَيتُ لهم الله ورسوله، قلت: لا أُسابقك إلى شيء أبدًا[17].




تُرى ماذا كنا نقول نحن؟!

وهل كانت حياة الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم كلها هناءٌ وسعادة؟

لقد كانت حياتهم جهادًا في سبيل الله، وتَضحية وبذلاً؛ لإعلاء كلمة الله، جاهَدوا بأموالهم وأنفسهم، وضَحَّوا براحتهم واستقرارهم، وترَكوا البلاد والأهل والأولاد، ووقَفوا ضد العالم كلِّه، وليس معهم إلاَّ إيمانهم ويقينهم.

 

ومضَت حياتهم على هذا المنوال؛ حتى إنهم لَمَّا فتَح الله على المسلمين، وفكَّروا في الالتفات إلى شؤون دنياهم، جاءَهم التحذير الربَّاني: ? وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة ? [البقرة: 195].

 

فعن أسْلم أبي عمران، قال: غزَونا من المدينة نُريد القسطنطينيَّة، وعلى الجماعة: عبدالرحمن بن خالد بن الوليد، والروم مُلصقو ظهورهم بحائط المدينة، فحمَل رجلٌ على العدوِّ، فقال الناس: مَهْ مَهْ! لا إله إلا الله، يُلقي بيديه إلى التَّهلكة، فقال أبو أيوب: إنما نزَلت هذه الآية فينا معشرَ الأنصار، لَمَّا نصَر الله نبيَّه وأظهَر الإسلام، قلنا: هَلُمَّ نُ قيم في أموالنا ونُصلحها، فأنزَل الله تعالى: ? وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ? [البقرة: 195].

 

فالإلقاء بالأيدي إلى التهلكة أن نُقيم في أموالنا ونُصلحها، وندَع الجهاد، قال أبو عمران: فلم يزَل أبو أيوب يُجاهد في سبيل الله، حتى دُفِن بالقسطنطينيَّة[18].

 

سبحان الله، كأنهم لَم يُخلقوا إلاَّ للجهاد!

 

لقد مرَّت بهم أوقات بلغَت من الشدة حدًّا لا يوصَف، وإذا أرَدْنا أن نضربَ مثالاً واحدًا، فاقْرَأ قولَ الحقِّ سبحانه وتعالى: ? إِذْ جَاؤُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا ? [الأحزاب: 10 - 11].

 

هذه صورة لموقفٍ واحدٍ من المواقف التي مرَّت عليهم، وليس هناك أبلغُ من الوصف القرآني الفريد لهذه الشدَّة ولهذا الهول.

 

وحتى لا تُحدِّثك نفسك بتهوين هذا الموقف؛ أُريد منك أن تقرَأ هذا الأثر بتمعُّنٍ قبل أن تَحكم:

عن محمد بن كعب القُرظي، قال: قال فتًى منَّا من أهل الكوفة لحذيفة بن اليمان: يا أبا عبدالله، رأيتُم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصَحِبتُموه؟ قال: نعم يا بن أخي، قال: فكيف كنتم تَصنعون؟ قال: والله لقد كنَّا نَجهد، قال: واللهِ لو أدْرَكناه، ما ترَكناه يمشي على الأرض، ولجعَلناه على أعناقنا، قال: فقال حذيفة: يا بن أخي، والله لقد رأَيتُنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخندق، وصلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل هَوِيًّا، ثم الْتَفَت إلينا، فقال: ((مَن رجلٌ يقوم فيَنظر لنا ما فعَل القوم - يَشترط له رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يَرجع - أدخَله الله الجنة؟))، فما قام رجلٌ، ثم صلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم هَوِيًّا من الليل، ثم الْتفَت إلينا، فقال: ((مَن رجل يقوم فيَنظر لنا ما فعَل القوم، ثم يَرجع - يَشرط له رسول الله صلى الله عليه وسلم الرَّجعة - أسأل الله أن يكون رفيقي في الجنة؟))، فما قام رجلٌ من القوم مع شدَّة الخوف، وشدَّة الجوع، وشدَّة البرد، فلمَّا لَم يَقُم أحدٌ، دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يكن لي بدٌّ من القيام حين دعاني، فقال: ((يا حذيفة، فاذْهَب، فادْخُل في القوم، فانظْر ما يفعلون، ولا تُحدِثنَّ شيئًا؛ حتى تَأْتينا))، قال: فذهَبت فدخَلت في القوم والريح وجنود الله تَفعل ما تفعل، لا تقرُّ لهم قِدرًا ولا نارًا ولا بناء، فقام أبو سفيان بن حرب، فقال: يا معشر قريش، ليَنظر امرؤ مَن جليسُه، فقال حذيفة: فأخَذت بيد الرجل الذي إلى جنبي فقلتُ: مَن أنت؟ قال: أنا فلان بن فلان، ثم قال أبو سفيان: يا معشر قريش، إنَّكم والله ما أصبَحتم بدار مقامٍ، لقد هلَك الكُراع، وأخْلَفتنا بنو قريظة، بلغنا منهم الذي نَكره، ولَقِينا من هذه الريح ما تَرون، والله ما تطمئنُّ لنا قِدْرٌ ولا تقوم لنا نارٌ، ولا يَستمسك لنا بناءٌ، فارْتَحِلوا؛ فإني مُرتحل، ثم قام إلى جَمله وهو معقول، فجلَس عليه، ثم ضرَبه، فوثَب على ثلاثٍ، فما أطلَق عِقاله إلاَّ وهو قائم، ولولا عَهْدُ رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تُحدث شيئًا حتى تأتيني، ولو شِئْتُ لقتَلته بسهمٍ، قال حذيفة: ثم رجَعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم يُصلي في مِرْطٍ لبعض نسائه مُرحَّلٍ، فلمَّا رآني، أدخلني إلى رحْله وطرَح عليّ طرفَ المِرْط، ثم ركَع وسجَد، وإنه لَفِيه، فلمَّا سلَّم، أخْبَرته الخبر، وسَمِعتْ غَطَفَان بما فعَلت قريش، وانْشَمَروا إلى بلادهم[19].




أعتقدُ والله أنَّ الكثير منَّا يَهتف في نفسه بمثْل هذه الشعارات الجوْفاء، وها هو الصحابي الفقيه العالم يُعلِّمنا درسًا عمليًّا بليغًا، فليَست العبرة بالكلمات، وإن كنتَ صادقًا، فالمطلوب منك الآن أهونُ، فيا مَن زَعَمت حمْل النبي صلى الله عليه وسلم فوق الأعناق، ها هي سُنته بين يديك، تُرى أين تَحملها؟!




رابعًا: لا تَحزَن:

نعم أخي في الله، لا تَحزن وأبْشِر؛ فوالله إنَّ هذا خيرٌ، نعم، أمَا سَمِعت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عجبًا لأمر المؤمن، إنَّ أمره كلَّه خيرٌ، وليس ذاك لأحدٍ إلاَّ للمؤمن؛ إن أصابَته سرَّاء شكَر، فكان خيرًا له، وإن أصابَته ضرَّاء صبَر، فكان خيرًا له))[20].




فمن أوجُه الخير التي تَستبشر بها في هذا الزمان، أنَّك بعملك القليل هذا تُؤجَر كثيرًا جدًّا، اقرأ معي هذا الحديث جيدًا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ من ورائكم أيامًا، الصبر فيهنَّ مثلُ القبض على الجمر، للعامل فيهنَّ مثلُ أجْر خمسين رجلاً يعملون مثلَ عملكم))، قالوا: يا رسول الله، أو منهم؟ قال: بل منكم))[21].




قال الإمام عز الدين بن عبدالسلام: ليس هذا على إطلاقه، بل هو مبنيٌّ على قاعدتين: إحداهما: أنَّ الأعمال تَشرُف بثمراتها، والثانية: أنَّ الغريب في آخر الإسلام، كالغريب في أوَّله وبالعكس؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((بدَأ الإسلام غريبًا، وسيعود غريبًا كما بدَأ، فطوبَى للغرباء))[22]،يُريد المُنفردين عن أهل زمانهم.




إذا تقرَّر ذلك، فنقول: الإنفاق في أوَّل الإسلام أفضلُ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم لخالد بن الوليد رضي الله عنه: ((لو أنَّ أحدكم أنفَق مثلَ أُحدٍ ذهبًا، ما بلَغ مُدَّ أحدهم، ولا نَصيفه))[23]؛ أي: مُدَّ الحِنطة.




والسبب فيه أنَّ تلك النفقة أثمَرَت في فتح الإسلام، وإعلاء كلمة الله - ما لا يُثمر غيرها، وكذلك الجهاد بالنفوس، لا يَصل المتأخِّرون فيه إلى فضْل المُتقدِّمين؛ لقلة عدد المُتقدِّمين، وقلة أنصارهم، فكان جهادهم أفضلَ، ولأن بذْل النفس مع النُّصرة، ورجاء الحياة، ليس كبَذْلها مع عدمها؛ ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: ((أفضلُ الجهاد كلمة حقٍّ عند سلطان جائر))[24].




جعَله أفضلَ الجهاد؛ ليَأْسه من حياته، وأمَّا النهي عن المنكر بين ظهور المسلمين، وإظهار شعائر الإسلام، فإنَّ ذلك شاقٌّ على المتأخِّرين؛ لعدم المُعين وكثرة المنكر فيهم، كالمنكر على السلطان الجائر؛ ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: ((يأتي على الناس زمانٌ، الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر))[25].




لا يستطيع دوامَ ذلك لمزيد المَشقة، فكذلك المتأخِّر في حفظ دينه، وأمَّا المُتقدِّمون، فليسوا كذلك؛ لكثرة المُعين، وعدم المُنكر، فعلى هذا يَنزل الحديث؛ ا.هـ[26].

 

قال الحافظ ابن حجر في الفتح: لكن، هل هذه الأفضليَّة بالنسبة إلى المجموع أو الأفراد؟

هذا محل بحثٍّ، وإلى الثاني نحا الجمهور، والأوَّل قول ابن عبدالبر، والذي يظهر أنَّ مَن قاتَل مع النبي صلى الله عليه وسلم أو في زمانه بأمْره، أو أنفَق شيئًا من ماله بسببه، لا يَعدله في الفضل أحدٌ بعده كائنًا مَن كان، وأمَّا مَن لَم يقعْ له ذلك، فهو محلُّ البحث، والأصل في ذلك قوله تعالى: ? لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا ?[الحديد: 10].




ثم قال رحمه الله: والذي ذهَب إليه الجمهور أنَّ فضيلة الصُّحبة لا يَعدلها عملٌ لمشاهدة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمَّا مَن اتَّفق له الذبُّ عنه والسَّبق إليه بالهجرة أو النُّصرة، وضبْط الشرع المُتلقَّى عنه، وتبليغه لِمَن بعده، فإنه لا يَعدله أحدٌ ممن يأتي بعده؛ لأنه ما من خَصلة من الخِصال المذكورة، إلاَّ وللذي سبَق بها مثلُ أجْر مَن عَمِل بها من بعده، فظهَر فضْلهم، ومُحصل النِّزاع يتمحَّض فيمَن لَم يَحصل له إلا مجرَّد المشاهدة كما تقدَّم، فإن جمَع بين مختلف الأحاديث المذكورة، كان متَّجهًا على أنَّ حديث: ((للعامل منهم أجْرُ خمسين منكم))، لا يدلُّ على أفضليَّة غير الصحابة على الصحابة؛ لأن مجرَّد زيادة الأجْر لا يَستلزم ثبوت الأفضليَّة المُطلقة، وأيضًا فالأجر إنما يقع تفاضُله بالنسبة إلى ما يُماثله في ذلك العمل، فأمَّا ما فازَ به مَن شاهد النبي صلى الله عليه وسلم من زيادة فضيلة المشاهدة، فلا يَعدله فيها أحدٌ، فبهذه الطريق يُمكن تأويل الأحاديث المُتقدِّمة؛ ا.هـ[27].

 

واقْرأ أيضًا هذا الحديث عن مَعقل بن يَسار رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((العبادة في الهَرج كهجرةٍ إليّ))[28].




وفي رواية الطبراني: ((عبادة فيالهرَج والفتنة كهجرةٍ إلي))[29].

 

قال النووي: المراد بالهرج هنا: الفتنة واختلاط أمور الناس، وسبب كثرة فضْل العبادة فيه: أن الناس يَغفلون عنها، ويَشتغلون عنها، ولا يتفرَّغ لها إلاَّ أفراد؛ ا.هـ[30].

 

قال ابن العربي: وجه تمثيله بالهجرة: أنَّ الزمن الأوَّل كان الناس يَفِرُّون فيه من دار الكفر وأهله، إلى دار الإيمان وأهله، فإذا وقَعت الفتن تعيَّن على المرء أن يَفِرَّ بدينه من الفتنة إلى العبادة، ويَهجر أولئك القوم وتلك الحالة، وهو أحدُ أقسام الهجرة؛ ا.هـ[31].

 

ألا تحب أن تكون من المهاجرين؟

أبْشر، أبْشِر أخي في الله، يا مَن آمَنتَ بنبيِّك، ولَم تَره، اسْمَع لبُشرى حبيبك صلى الله عليه وسلم عن أبي أُمامة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((طوبى لِمَن رآني وآمَن بي، وطوبى سبع مرات لِمَن لَم يَرَني وآمَن بي))[32].

 

قال المناوي رحمه الله: وذلك لأنَّ الله مدَحهم بإيمانهم بالغيب، وكان إيمان الصَّدر الأول غيبًا وشهودًا، فإنهم آمَنوا بالله واليوم الآخر غيبًا، وآمَنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم شهودًا، لما أنَّهم رَأَوا الآيات وشاهَدوا المعجزات، وآخر هذه الأُمَّة آمنوا غيبًا بما آمَن به أوَّلها شهودًا؛ فلذا أثنَى عليهم النبي - صلى الله عليه وسلم[33].

 

وأخيرًا: لو أنَّك حُرِمتَ من الصُّحبة في الدنيا، فاسأل الله أن يُنعمَ عليك بها في الآخرة؛ عن أنس رضي الله عنه أنَّ رجلاً سأَل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة، فقال: متى الساعة؟ قال: ((وماذا أعْدَدت لها؟))، قال: لا شيء، إلاَّ أني أحبُّ الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فقال: ((أنت مع مَن أحْبَبت))، قال أنس: فما فَرِحنا بشيءٍ فَرَحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنت مع مَن أحْبَبت))، قال أنس: فأنا أحبُّ النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمرَ، وأرجو أن أكونَ معهم بحبي إيَّاهم، وإن لَم أعمل بمثْل أعمالهم[34].

 

ونحن كذلك نحبُّ النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمرَ، وكلَّ صحابته - رضي الله عنهم - ونرجو أن نكونَ معهم، وإن لَم نَعمل بأعمالهم.

 

قال ثابت: فكان أنس إذا حدَّث بهذا الحديث، قال: اللهمَّ فإنا نحبُّك ونحبُّ رسولك[35].

ونحن كذلك ندعو: اللهمَّ إنَّا قد حُرِمنا الصُّحبة في الدنيا، فاللهمَّ لا تَحرمنا إيَّاها في الآخرة.

أخي في الله، إنها دعوة للأمل، دعوة للعمل.

 

مَن كان صادقًا في أُمنيته، فالطريق لتحقيقها واضحٌ وميسور؛ عن ربيعة بن كعب الأسْلمي رضي الله عنه قال: كنتُ أَبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم آتِيه بوضوئه وبحاجته، فقال: ((سَلْني))، فقلتُ: مُرافقتك في الجنة، قال: ((أوَغير ذلك؟))، قلت: هو ذاك! قال: ((فأعنِّي على نفسك بكثرة السجود))[36].

 

اللهمَّ أعنَّا على أنفسنا، اللهمَّ ارْزُقنا السَّداد في القول والعمل.

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى اللهمَّ وسلَّم على نبيِّك الآمين، وعلى آله وصَحْبه، ومَن تَبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.




[1]مُتفق عليه من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أخرَجه البخاري (2652)، ومسلم (2533).

[2] أخرَجه الترمذي في سُننه (2144)، وصحَّحه الألباني.

[3] أخرَجه ابن ماجه في سننه (77)، وصحَّحه الألباني.

[4] أخرَجه الإمام أحمد في مسنده (23622)، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (1814).

[5]مُتفق عليه، أخرَجه البخاري (1465)، ومسلم (1052)، قال الحافظ ابن حجر: الرُّحَضاء - بضمِّ الراء، وفتْح المُهملة، ثم المُعجمة والمَد -: هو العَرَق، وقيل: الكثير، وقيل: عَرَق الحُمَّى، وأصْل الرَّحْض - بفتْحٍ ثم سكون - الغسل؛ ولهذا فسَّره الخطَّابي أنه عرَق يَرحض الجلد لكَثرته؛ فتح الباري، (11/ 246).

[6]متفق عليه، أخرَجه البخاري (2842)، ومسلم (1052).

[7] أخرَجه الإمام أحمد في مسنده (23810)، وصحَّحه الألباني في السلسلة الصحيحة (2823).

[8]مُتفق عليه؛ أخرَجه البخاري (4772)، ومسلم (24).

[9]صحيح؛ أخرَجه مسلم (25).

[10]تفسير القرآن العظيم (10/ 473).

[11] هو: عبدالله بن أُبَي بن سلول، رأس المنافقين؛ انظر: البداية والنهاية (5/ 13).

[12] هو: عبدالله بن عبيدالله بن أبي مُليكة، الإمام الحُجَّة الحافظ، من علماء التابعين؛ انظر: سِيَر أعلام النبلاء (5/ 88)، وتقريب التهذيب (1/312).

[13] أخرَجه البخاري مُعلقًا، باب خوف المؤمن من أن يَحبطَ عملُه وهو لا يَشعر، ووصَله الحافظ ابن حجر في تغليق التعليق (2 / 52).

[14] أخرَجه الإمام أحمد في مسنده (26549)، وصحَّحه مُحقِّق المسند؛ انظر: طبعة الرسالة (44/ 172).

[15] أخرَجه ابن أبي شيبة في مُصنفه (38545).

[16] أخرَجه أبو داود في سُننه (4651)، وصحَّحه الألباني.

[17] أخرَجه أبو داود في سُننه (1680)، وحسَّنه الألباني.

[18] أخرَجه أبو داود في سُننه (2514)، وصحَّحه الألباني.

[19] أخرَجه الإمام أحمد في مسنده (23334)، وصحَّحه مُحقِّق المسند؛ انظر: طبعة الرسالة (38/ 358).

[20]صحيح؛ أخرَجه مسلم (145).

[21] أخرَجه الطبراني في المعجم الكبير (17/ 117)، وصحَّحه الألباني في السلسلة الصحيحة (494).

[22]صحيح؛ أخرَجه مسلم (25).

[23]صحيح؛ أخرَجه مسلم (2541).

[24] أخرَجه الإمام أحمد في مسنده (13388)، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (1100).

[25] أخرَجه الترمذي في سُننه (2260)، وصحَّحه الألباني.

[26]عون المعبود شرْح سُنن أبي داود (11/ 496).

[27]فتح الباري شرْح صحيح البخاري (7/ 6).

[28]صحيح؛ أخرَجه مسلم (2948).

[29]صحيح؛ انظر: حديث رقْم (3974) في صحيح الجامع.

[30]شرح صحيح مسلم (18/ 88).

[31]فيض القدير شرْح الجامع الصغير؛ للمناوي: (4/ 373).

[32] أخرَجه الإمام أحمد في مسنده (22214)، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (3924).

[33]فيض القدير شرْح الجامع الصغير؛ للمناوي (4/ 279).

[34]متَّفق عليه من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أخرَجه البخاري (3688)، ومسلم (2639).

[35] أخرَجه الإمام أحمد في مسنده (13388)، وقال مُحقق المسند: صحيح على شرْط مسلم؛ انظر: طبعة الرسالة (21/ 87).

[36] أخرَجه أبو داود في سُننه (1193)، وصحَّحه الألباني.


"
شارك المقالة:
26 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook