وهي دعوة للنفس.. للنهوض بها نحو الاستعلاء، ومجاهدتها بنور العلم والطاعة والفرار من الجهل والمعصية.
يانفس توبي فإن الموت قد حانا واعصي الهوى فالهوى ما زال فتانا أما ترين المنايا كيف تلقطنا لقطًا فتلحق أُخرانا بأُولانا في كل يوم لنا مَيْتٌ نشيعه نرى بمصرعه آثار موتانا
هي انطلاقة من قيود الخطايا والآثام إلى رحمة الله ذي الجلال والإكرام.. ولا تقل إن ذنوبي كثيرة، فإن رحمة الله أعظم، وعفوه أوسع وأشمل.
واعلم أن كل تائب لابد له من الهم والغم والضيق في أول التوبة، وألم بفراق محبوبه، وهذا الألم والقبض الذي يحصل دليل على حياة القلب وقوة الاستعداد، فعلامة السعادة أن تكون حسنات العبد خلف ظهره وسيئاته نصب عينيه.
فكلما تذكرت الذنوب والخطايا.. فارجع إلى ربك واستغفرالله.
وابك على خطيئتك.. ثم اجعل الموت والأجل بين عينيك.
وتفكر فيما مضى من الذنوب.. كما قال مالك بن دينار رحمه الله: البكاء على الخطيئة يحط الخطايا كما تحط الريح الورق اليابس.
أخي الموفق:
أكثر من التوبة والاستغفار، وعليك بالصلاة في جوف الليل، والصدقة على المحتاجين فإنهما مطفئتان للخطايا كما يطفئ الماء النار.
وما يصيب المؤمن من هم ولا غم ولا أذى إلا كفَّر الله بها عنه الخطيئات.
وبعد ذلك أشكر الله على الهداية والتوفيق. وتذكر ما أعده الله لعباده التائبين من عظيم الثواب والحسنات.. فما ما هي إلا أنفاس معدودات وأيام معلومات، فإذا الدار غير الدار.. والحال غير الحال. كما قال ربنا تبارك وتعالى: ? وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ? [لقمَان: 34].
اللهم اجعلنا من التوابين، واجعلنا من المتطهرين.
واجعل اللهم خير أعمارنا أواخرها، وخير أعمالنا خواتمها، وخير أيامنا يوم نلقاك، فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت ولينا في الدنيا والآخرة، توفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين واجعل لنا لسان صدق في الآخرين.
واجعلنا اللهم من ورثة جنة النعيم.. إنك وحدك أهل التقوى وأهل المغفرة. ربنا اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات وللمؤمنين والمؤمنات.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.