"يكذبون على الله عمدا، ويفترون عليه قصدا"

الكاتب: المدير -
"يَكْذِبُونَ عَلَى اللهِ عَمْدًا، وَيَفْتَرُونَ عَلَيهِ قَصْدًا

 

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ? وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ?[1].

مِنْ أَقْبَحِ الصِّفَاتِ الَّتِي يَتصِفُ بِهَا أَهْلُ الكِتَابِ، وَالَّتِي اشتُهِرُوا بِهَا عَلَى مَرِّ التَّارِيخِ الكَذِبُ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى.

 

ولم يكنْ مَنشَأُ كَذِبِهِم سوءُ الفَهْمِ، أو عَدَمُ القَصْدِ، أو بَلَادَةُ الذِّهْنِ، بَلْ كانوا يَكْذِبُونَ عَلَى اللهِ عَمْدًا، وَيَفْتَرُونَ عَلَيهِ قَصْدًا.

 

وَمَا تَرَكَ أَهْلُ الكِتَابِ فِي الكَذِبِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى سَبِيلًا إِلَّا سَلَكُوه، وَلَا غَايةً إِلَّا بَلَغُوهَا.

 

وَمِنْ صُورِ كَذِبِهِم عَلَى اللَّهِ تَعَالَى، كتمانُ الحقِّ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ? وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ?.[2]

 

وَمِنْ صُورِ كَذِبِهِم عَلَى اللَّهِ تَعَالَى، لَيُّ أَلْسِنَتِهِمْ بِالْكَلامِ لإيهامِ مَنْ يَسْمَعُ أنه مِنْ كلامِ اللهِ، وأنه مِنْ كِتَابِ اللَّهِ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ? وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ?[3].

 

وَمِنْ صُورِ كَذِبِهِم عَلَى اللَّهِ تَعَالَى، تَحْرِيفُ الكَلَامِ قصدًا، وتَغْيِيرُهُ عَمْدًا؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ? أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ?[4].

 

وَمِنْ صُورِ كَذِبِهِم عَلَى اللَّهِ تَعَالَى، اخْتِلَاقُ البَاطِلِ ونسْبَتُهُ إلى اللَّهِ تَعَالَى؛ وكَمْ فِي التوراةِ والإنجيلِ من قَصَصٍ يَندَى لها الجَبِينُ عَرَقًا، ويُوارِي الْمُؤمِنُ مِنْهَا وجْهَهُ خَجْلًا؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ? وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ?.

 

وَهَذِهِ وَاحِدَةٌ مِنْ عِلَل ٍكَثِيرَةٍ اسْتَحَقُوا بِهَا الطَّردَ مِنْ رَحمَةِ اللَّهِ تَعَالَى، وَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ? فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ?[5].

 




[1] سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ: الْآيَة/ 75.

[2] سُورَةُ الْبَقَرَةِ: الْآيَة/ 146.

[3] سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ: الْآيَة/ 78.

[4] سُورَةُ الْبَقَرَةِ: الْآيَة/ 75.

[5] سُورَةُ الْمَائِدَةِ: الْآيَة/ 13.


"
شارك المقالة:
256 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook