كانت ينبع مركزًا استيطانيًا منذ القدم، حيث عاش أهله على صيد البحر وطعامه، وكذلك على ما كانوا يزرعونه ويرعونه في سهوله ووديانه، فضلاً عما يحتمل من وجود بقايا منشآت معمارية قديمة لميناء ينبع القديم الذي كان آنذاك يربط بين سواحل البحر الأحمر الشرقية والغربية.

 

تعد ينبع النخل  من المراكز الحضارية القديمة والإسلامية المهمة بالمنطقة  .  وكانت قبل الإسلام واحة زراعية وفيرة المياه، ومحطة على طريق التجارة المتجهة إلى بلاد الشام  ،  وقد عثر في ينبع النخل على مجموعة من الكتابات العربية القديمة في وادي نخلى كتبت بالخط الثمودي  ،  وكشف عن ثمانية مواقع أثرية تعود إلى فترة ما قبل الإسلام تحتوي على رسوم صخرية لأشخاص وحيوانات مختلفة، كما عثر على مجموعة أخرى كتبت على صخرة تقع في قمة جبل لؤلؤة بالقرب من قرية المزرعة  

 

وتعرف اليوم بينبع النخل  ،  وفيها مرسى ينبع الذي لم يكن له شأن وشهرة في القرون الأولى من الهجرة، بسبب وجود ميناء الجار القريب منه، وأقدم إشارة في المصادر التاريخية عنه ترجع إلى أيام الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد رست به السفينتان اللتان أقلّتا أصحاب الرسول العائدين من الحبشة، وكان يعرف باسم ساحل بولا، وبولا اسم عين ماء قديمة بناحية ينبع، آلت ملكيتها فيما بعد إلى الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهي إحدى عيون قرية العُشيرة التي تقع قريبًا من الساحل، وتقع آثار ينبع في إحدى قراها وهي محطة الطريق المصري في قرية البريكة، وبها موضع مسجد العشيرة، كما توجد بها نقوش كوفية مبكرة على صخور الجبال بالقرب من قرية سويقة