إنّ هذه الآية وردت في إطار الحديث على أهوال يوم القيامة كما يرى ابن كثير الدمشقي وأكثر المفسّرين، والآية تقول: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ۚ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ ۚ وَعْدًا عَلَيْنَا ۚ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ}، ويؤيّدها قوله تعالى في سورة الزُّمَر: {وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ}،وحديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الذي يرويه عنه الصحابي الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه- ويقول فيه: "يَقْبِضُ اللهُ الأرْضَ يَومَ القِيامَةِ، ويَطْوِي السَّماءَ بيَمِينِهِ، ثُمَّ يقولُ: أنا المَلِكُ أيْنَ مُلُوكُ الأرْضِ"، فإذًا يطوي الله -عزّ وجل- السماوات كما تُطوى الصحيفة أو كما يُطوى الكتاب على أوراقه، وقيل المقصود بالسجل هو الملك الموكول إليه رفع صحف العباد وأعمالهم، فإذا مات العبد رُفِعَ كتابه إلى هذا الملَك فيطويه إلى يوم القيامة، ثمّ يقول تعالى: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ ۚ وَعْدًا عَلَيْنَا ۚ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ