يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين.

معنى آية: يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقًا، بالشرح المفصل

قبل الشروع في الحديث عن معنى آية: يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقًا، بالشرح المفصل، من الأفضل المرور على بعض التفاصيل حول الآية الكريمة، إذ تقع الآية في سورة طه، وهي الآية ذات الرقم 102 منها، ذكرها الله تعالى في سياق الحديث عن الذين أعرضوا عن ذكر الله وعن القرآن الكريم، حيثُ صوَّر الله كيف سيحملون أوزارهم يوم القيامة خالدين في نار جهنم، ثمَّ تتابع الآيات في وصف أحوالهم وتهامسهم، حيث قال تعالى في محكم التنزل: {مَّنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا* خَالِدِينَ فِيهِ ۖ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا* يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ ۚ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا* يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا* نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا}ويشيرُ معنى الآية إلى أنَّ الله تعالى يوم القيامة عندما يأمر إسرافيل -عليه السلام- بالنفخ بالصور، يقوم بجمع المجرمين من أهل الكفر والشرك، الذين لم يؤمنوا بالله تعالى وكفروا بآياته وكتبه، فيسوقهم الله تعالى زرقًا، أي من شدة الأهوال يومئذٍ ومن شدةِ العطش الذي يصيبهم يحشرون ويجمعون زرقَ العيون، وذهب آخرون إلى أنَّ زرقًا بمعنى عميًا، في إشارة إلى قوله تعالى: {وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا ۖ مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا}