المحتوى

“شاب” يتبرّع بالدم لمُسِن فاقد للوعي.. ولهذا السبب بحث أبناؤه عنه بـ”تويتر”

الكاتب: يزن النابلسي -

“شاب” يتبرّع بالدم لمُسِن فاقد للوعي.. ولهذا السبب بحث أبناؤه عنه بـ”تويتر”

 

في الوقت الذي تعاني فيه الكثير من بنوك الدم بمستشفيات المملكة من نقصٍ شديدٍ في أكياس الدم والصفائح الدموية، لم يكن يتوقع أحد المتبرعين أنه سيساهم في إحياء مريض فاقد للوعي بإحدى العمليات الجراحية؛ وسيتلقى اتصالاً من أبنائه لشكره على صنيع فعله. وحكى تفاصيل قصّة التبرّع بالدم، المحاضر بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة “محمد عسيري”، وقال: “نَزفَ والدي بعد إحدى العمليات حتى فقد الوعي؛ فتم إسعافه ببعض أكياس الدم، فوجدتُ على أحدها اسم المتبرّع كما هو في الصورة، فبحثت عنه باسمه في تويتر فوجدت حسابه (باسل المرامحي)، وتواصلت معه، وتأكدت بأنه هو المتبرّع فشكرته على صنيعه، وأخبرته بأنه شارك في إنقاذ حياة وهو لا يعلم”.
 
وتأتي هذه “المبادرة الإنسانية”، تزامناً مع انطلاقة حملة التبرّع بالدم والصفائح الدموية لكافة البنوك في مستشفيات المملكة، والتي أعلنت عن وجود نقصٍ شديدٍ لديها هذه الفترة، لاسيما مع انخفاض أعداد المتبرعين بسبب جائحة كورونا، وفي المقابل أعلنت وزارة الصحة أن راغبي التبرّع يُمكنهم الحصول على تصريح رسمي بالخروج لبنوك الدم من خلال تطبيقيْ “وتين” المنصة الرسمية للتبرّع بالدم في المملكة، أو من خلال “أسعفني” التابع لهيئة الهلال الأحمر السعودي. كما أعلن بنك الدم المركزي بالمختبر الإقليمي بمدينة الرياض عن انطلاق مبادرة “تبرعك من بيتك”، وذلك من خلال حجز موعد عن طريق تطبيق “واتساب”، وإرسال رسالة إلى الرقم: 0593291880. مؤكداً أنه سيتم إرسال فريق مختص للمنازل بكامل احتياطات السلامة اللازمة لذلك.
 
وأفادت مصادر بأن بعض منسوبي المستشفيات من الممارسين الصحيين والإداريين حاولوا تغطية العجز الكبير في بنوك الدم من خلال تبرّعهم بأنفسهم بأكياس الدم أو الصفائح الدموية، وسط انطلاق حملات توعوية من قِبل وزارة الصحة لحث المواطنين بالتوجه لبنوك الدم وإنقاذ أرواح المرضى الذين يحتاجون لذلك، لاسيما أولئك الذين يُعانون من “أمراض السرطان، أو الأورام” أو حتى الخاضعين لعمليات زراعة الأعضاء، باعتبار هذه الأمراض والعمليات بحاجة لكميات كبيرة يومياً من أكياس الدم والصفائح الدموية. من جانبه، وجّه المشرف العام على تطبيق “وتين” المنصة الرسمية للتبرّع بالدم في المملكة الدكتور “تميم الغنام”، نداءاته للمواطنين والمقيمين عبر “سبق”، بالتبرّع بأكياس الدم والصفائح الدموية لمعالجة النقص الكبير في بنوك الدم بالمملكة، والمساهمة في إنقاذ أرواح المرضى الذين يحتاجون كميات كبيرة من الدم بشكلٍ يومي”.
 
وأضاف: “يستطيع المتبرّع من خلال منصة (وتين) الحصول على تصريحٍ رسميٍ بالخروج من منزله لأقرب بنك دم والتبرّع بأكياس الدم أو بالصفائح الدموية، وأن ذلك يتم بشكلٍ آمن ومُيسّر، ولا يستغرق وقتاً طويلاً من المتبرع”. وأتبع “الغنام”: المجتمع به خير، ومتفائلون خيراً بأن تزداد أعداد المتبرعين في بنوك الدم، ونُطمئنهم بأن أماكن التبرّعات آمنة، ولا داعي للخوف من انتقال العدوى؛ باعتبارها تُعقَّم بشكلٍ مستمر، وتُطبِّق كافة إجراءات السلامة الصحية؛ من خلال توجيه الأسئلة اللازمة، وقياس درجة الحرارة، ولبس الكمامات، ووجود مسافات آمنة تُنظّم دخول وخروج المتبرعين بكل يُسرٍ وسهولة”.
 
وعن أعداد المتفاعلين والمتبرعين منذ بدء جائحة كورونا، قال: إجمالي عدد المواعيد خلال شهر واحد فقط أكثر من 17 ألف موعد، وبلغت نسبة التبرعات التطوعية في الفترة نفسها 83%. وأضاف: “العدد الإجمالي للتبرعات في منصة وتين بلغ 591 ألف متبرّع، وأما إجمالي مستخدمي المنصة تجاوز 200 ألف مستخدم حتى الآن”. وواصل “الغنام” حديثه: “كمية سحب الدم من المتبرع تُقدَّر بحوالي 450 مل، أي بنسبة 8%، وهذه الكمية تُنقذ حياة أناس من الموت، فلا تبخل عليهم، وكن مبادراً للخير، وأبلغ من خلفك بأهمية التبرّع وفوائده على الصحة للمتبرع وللمريض”. وختم بقوله: “عملية التبرّع لا تستغرق أكثر من ربع ساعة، وهي مهمة لتلبية الحاجة المستمرة للدم، ومنصة وتين تُبلّغ المتبرع برسالة عندما يصل تبرّعه لمريضٍ محتاج، ويتم شكره على ذلك، ولنتذكّر قوله تعالى: “وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا” (سورة المائدة ـ آية 32).
 
 
 
 
شارك المقالة:
49 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook